رئيس التحرير
عصام كامل

أقلام تستحق التكريم.. وأخرى تستحق التحقير!


حين أقسم الله بالقلم فإنه أعلاه منزلة ورفع أصحابه مكانًا عليًا، لكن أي الأقلام تستحق الرفعة والتوقير؟ وأيها يستحق الرجم والتحقير؟ وهل يستوي المخلصون المنصفون والمغرضون المنافقون؟


هل يستوي من يثبتون على الحق ويتحرون الصدق، ومن يروجون للباطل وينتهجون الخداع والمغالطة سبيلًا، مَنْ يشغلون الناس بالغيبة والنميمة والتجريح والفتن، من يرسمون للوطن أولوياته خطوطًا مستقيمة لا عوج فيها، ومن يتاجرون بآلام المواطن ويزايدون على مصالحه، من يلتمسون الموضوعية والأمانة والمهنية مهما تكلفهم من تعب ومشقة ومعارك ضارية.

ومن يشيعون الكذب ويروجون الشائعات ويرتدون ثوب النفاق، من يؤدون أمانة الكلمة، ويدفعون ضريبة مواقفهم المساندة للعدل والحق، ومن يستسهلون التهليل للباطل ومهادنة الفساد خوفًا وطمعًا، من يهدون الناس إلى سواء السبيل ومن يضلونهم ويلبسون الحق بالباطل.

ولأن الحق كما قال الإمام علي كرم الله وجهه ثقيل والباطل خفيف، فإن أصحاب الأقلام الشريفة ليسوا الكثرة الغالبة، بل قلة يشار إليهم بالبنان في كل عصر، ورغم شدة ما يتحملونه من أعباء فإنهم، وتلك للأسف من المضحكات المبكيات، لم ينالوا حقهم الواجب من التكريم والحفاوة في حياتهم، فلا هم نالوا الجوائز التي تنهال على نجوم الفن والكرة، وربما أهل الرقص في المحافل المختلفة وما أكثرها! 

ولا هم يحظون بالتكريم اللائق في المناسبات الاحتفالية، وحتى بعد رحيلهم تنحسر عنهم الأضواء فلا ينالون ما يستحقون من تخليد لذكراهم، وربما يطويهم النسيان إلا قليلًا رغم عظمة ما قدموه لبلدهم، ونادرًا ما تعرف الجوائز طريقها إلى المفكرين وحملة الأقلام وأصحاب الرأي المستنير، رغم خطورة ما يضطلعون به من أدوار، وما يطرحونه من أفكار تحدث تحولات دراماتيكية، وتترك تأثيرها المدويّ في فئات المجتمع كافة، بل الدول والإنسانية جمعاء.
الجريدة الرسمية