رئيس التحرير
عصام كامل

انتبه يا عزيزي فأنت جزء من الأمن القومي


كثيرا ما يستوقفني خبر منشور بأحد المواقع الإلكترونية أو "بوست" منشور على صفحة أحد أصدقاء فيس بوك.. أو حتى "تغريدة" على تويتر.. وأظل أفكر في مدى جدية هذا المنشور أو مدى صدقه من عدمه، تلك الدعوة للتفكير في كل ما هو منشور سببها الأول والأخير هو كثرة ما نتعرض له من إشاعات.


الأمر الذي جعل التصفح والقراءة أمرا ليس باليسير، بعكس ما كنا عليه في السابق من استسلام للكاتب أو الصحيفة ثقة منا في مصداقيته وثقة في عدم وجود أغراض لديه تدفعه للعب بعقولنا، من خلال ترويج إشاعة بكل هذه الجرأة الموجودة على مواقع التواصل ووسائل السوشيال ميديا.

فلقد كثرت الإشاعات إلى الحد الذي دعا مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء لتخصيص وقت وجهد وعمالة للتصدى لها، وإصدار عدة بيانات إعلامية بصفة يومية للتصدى لتلك الإشاعات ودحضها أولا بأول.

ألم نكن نحن أولى بذاك الوقت والجهد والعمالة واستخدامهم في أمور أخرى تدفعنا للأمام، بدلا من بذل كل ذلك الجهد والوقت في التصدى للإشاعات؟! إذا فالأمر مدبر، والمقصود منه هو تعطيل مسيرة التنمية واستنفاذ طاقاتنا في أمور جانبية أخرى، وإحداث شرخا بين المواطن والحكومة.. بين الرئيس والشعب.

والسؤال هنا ما هو الهدف الأساسي من إحداث شرخا في العلاقة بين المواطن والوطن بهذا الشكل المكثف والزائد عن الحد من خلال بث كل تلك الشائعات؟! ومن هذا الذي يريد منا التشكيك في كافة أمور حياتنا، لدرجة أننا أصبحنا ننتقد كل ما هو إيجابي ونقلل من شأنه.. أو نعظم أمورا سلبية جديدة وطارئة على المجتمع، حتى وإن لم يكن عن قصد؟!

فمنذ عام 2011 سعت جماعات بعينها للسيطرة على مواقع السوشيال ميديا من خلال ما يسمي بـ"اللجان الإلكترونية"، وهي عبارة عن آلاف من الأسماء الوهمية على بعض المواقع "فيس بوك.. تويتر" وغيرها. ويدير تلك الحسابات المئات من تلك اللجان بفكر منظم، ومنذ ذلك الوقت أصبح من السهل السيطرة على العقول وبث السموم. وتوجيه الرأي العام، وهدم وتقليل من كل شيء إيجابي يحدث في الوطن.

ومما لا شك فيه أن أكثر المتفاعلين والمؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي ما كان يتوقع حجم العمل والإنجاز في كل أركان الدولة بهذا الشكل. ففى الوقت الذي كنا نتوق فقط للأمن والأمان فقط.. راح السيسي يحقق لنا ما هو أبعد من ذلك ويمطرنا بالمشروعات التي تُفتتح تباعا، لدرجة أننا نتساءل كيف يحدث كل هذا في أوقات وجيزة.

أما ذاك المشكك فبرغم رؤيته لتلك الانجازات إلا أنه يصر على التقليل منها أو دحضها بكل الوسائل، لتبقي الإجابة واضحة جلية وهى أن المشككين هم كل من يريد عرقلة الوطن، وتأتى على رأسهم تلك الجماعات التي يُعتقل قادتها على مر العصور، لما لها من أمور تنظيمية خفية على أعلى مستوى دولي، ودائما ما تسعى لزعزعة الاستقرار الداخلي المصري، باستخدام شتى الطرق والتي كان آخرها هو استخدامك انت عزيزي القارئ من خلال تشكيكك في كل ما حولك.

ولذلك فإنني أؤمن بأن المستوى الثقافي والوعي لدى الشعب المصري ما زال على قيد الحياة.. لذا فانتبه يا عزيزى وخذ حذرك.. انتبه جيدا لكل ما يُقال من حولك، ولا تكن ناقلا لما لا تتأكد من صدقه.. فأنت يا عزيزي جزء من الأمن القومي المصرى، والله المستعان.
الجريدة الرسمية