رئيس التحرير
عصام كامل

أهالي ميت أبو الكوم في مئوية ميلاد السادات: «اتيتمنا بعد ما مات» (فيديو)

فيتو

عاش بطلًا واستشهد بطلًا أدهش العالم بعقليته الفذة حرر أرض الفيروز من أيدي الصهاينة في معركة ما زالت تُدرس حتى الآن في كليات ومعاهد العلوم العسكرية، لم يهاب الموت ورأه كل سكان المعمورة واقفًا يتلقى رصاصات الغدر بشجاعة نادرة.. إنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، الذي تحل ذكرى ميلاده المائة اليوم.


متحف السادات
حولت أسرة الرئيس الراحل منزله الذي كان يلتقى فيه الزعماء بالقرية إلى متحف عام 2005 يضم كل متعلقاته الشخصية حيث يوجد به 150 صورة، داخل ذلك المتحف ركن العائلة ويحتوي على صور السادات رفقة أسرته، كما يوجد 263 كتابا داخل مكتبتان بهما كتب السادات التي قام بكتابتها والكتب التي تناولت سيرته الذاتية ويبلغ عددها، وركن آخر لصوره مع زعماء العالم.

كما يوجد بالمتحف بدلة الرئيس السادات التي ألقى بها خطابه الشهير بالكنيست الإسرائيلي بعد حرب أكتوبر وقبل عقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام، وبدلة بحرية افتتح بها قناة السويس، وجائزة نوبل للسلام التي حصل عليها مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، والردايو الخاص به، ورخصة القيادة والأوسمة والنياشين التي حصل عليها، وخطة حرب أكتوبر بخط يده.

كرسي الإمام
داخل المتحف يوجد كرسي كبير أمر بتصميمه الرئيس الراحل لشيخه عبد الحميد عيسى الذي كان يقوم بتحفيظه القرآن بالقرية بحيث يكون أعلى من الكراسي الأخرى حتى الكرسي الخاص به ويكون بجوار كرسي الرئيس مباشرة، تقديرًا منه لشيخه ومعلمه.

وفي أحد المؤتمرات بالسودان تلقى الرئيس السادات نبأ وفاة الشيخ عبد الحميد عيسى، فقرر قطع زيارته وعاد إلى قريته ميت أبو الكوم لحضور جنازة شيخه ووقف يتلقى العزاء ثم عاد مرة أخرى لاستكمال فعاليات المؤتمر.

روايات جيرانه
لم ينس السادات يومًا أهل قريته وكان دائم الزيارة لها والاستماع لشكواهم وحلها،"فيتو" التقت جيرانه ومن عاصروه من أهل قريته ليروون قصصًا وحكايات لا تزال محفورة في الذاكرة حتى الآن.

"كان يخصص لنا يوما يستمع لشكوانا".. ما زال يذكر ذلك شعبان محمود قطيط، 70 سنة، بالمعاش، كما أنه لم ينس تواضع الرئيس الراحل حيث كان يصلي الجمعة بالمسجد الكبير بالقرية ولم يكن يجلس بالصفوف الأولى حيث كان مكانه المفضل خلف باب المسجد مباشرة، وينتظر عقب الصلاة ويصافح كل الأهالي.

الحمار الحديد
"يا ولاد أنا كنت بروح كفر ميت أبو الكوم بالحمار الحديد" كان رد السادات على الحاج محمود عندما شكا له عمال شركة الغزل والنسيج بشبين الكوم بسبب عدم تخصيصها أتوبيسًا لموظفي الشركة بميت الكوم، في إشارة منه إلى الدراجة، حيث كان يطلق عليها لقب الحمار الحديد، مشيرًا إلى أن المشكلة تم حلها وخصصت الشركة أتوبيسًا للموظفين في اليوم التالي.

موقف إنساني
في أحد الانتخابات حضر السادات إلى قريته ليدلي بصوته وإذا بسيدة تصرخ وتنادي عليه فأمر قوات الحرس بإحضارها إليه وسألها عما تريده فشكت له مرض نجلها وأنه في حاجة للسفر للخارج من أجل العلاج، فوجه بحضور سيارة من رئاسة الجمهورية لنقله للقاهرة وإنهاء سفره للخارج وعلاجه وزارته السيدة لتوجه له الشكر عقب شفاء نجلها وعودته للقرية مرة أخرى.

بناء المساكن
تعود الحاجة فتحية عبد الخالق صاحبة الثمانين عاما بالذاكرة لتذكر كيف أنقذهم السادات من الإقامة في غرفة واحدة ووجه ببناء مساكن للأهالي ما زالت موجودة حتى اليوم، تم بناؤها بقيمة جائزة نوبل المالية التي حصل عليها بعد اتفاقية كامب ديفيد للسلام.

كما تذكر أنها التقت به وهي عائدة من الحقل أثناء تجوله بالقرية طلبت منه شخصيًا إقامة جمعية زراعية لخدمة الأهالي، وأنشأ أيضًا مدرستين ووحدة إسعاف ومركز شباب، مختتمه "الله يرحمه اتيتمنا يوم ما مات السادات".
الجريدة الرسمية