رئيس التحرير
عصام كامل

حدث فى مثل هذا اليوم .. 18 مايو "فتح عكا على يد المسلمين"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قرر سلطان مصر المنصور قلاوون تحرير عكا مع المدن المحتلة على ساحل الشام إلا أنه توفى قبل أن يتجه إلى عكا وترك المهمة لابنه وخليفته السلطان الأشرف صلاح الدين خليل الذي أخذ على عاتقه مهمة طرد الصليبيين من الشام.


وفي فجر يوم الجمعة 18 مايو (17 جمادى الأولى سنة 690 هـ) سمع صليبيو عكا دقات طبول المسلمين وبدء المسلمين بالزحف الشامل على عكا تحت هدير دقات الطبول لإنزال الرعب في صدور الصليبيين داخل عكا.

واندفع جنود جيش الأشرف وجيش حماة وهم يكبرون لمهاجمة تحصينات المدينة تحت قيادة الأمراء المماليك الذين ارتدوا عمائم بيضاء.

ووصل المقاتلون إلى البرج الملعون وأجبروا حاميته على التراجع إلى جهة باب القديس أنطوان واستمات فرسان المعبد وفرسان الاسبتاريه في الدفاع عن البرج والباب، ولكن المقاتلون المسلمون الذين كانت نار الإغريق من ضمن أسلحتهم تمكنوا من الاستيلاء عليهما.

وراحت قوات جيش المسلمين تتدفق على شوارع المدينة إذ دار قتال عنيف بينهم وبين الصليبيين وقتل مقدم فرسان المعبد " وليم اوف بوجيه" وتبعه " ماثيو اوف كليرمونت" (Matthew of Clermont) وجرح مقدم الاسبتارية " جون فيلييه " جرحا بالغا فحمل إلى سفينته وبقى بها.

ورفعت الصناجق الإسلامية على أسوار عكا وأيقن الملك هنري أنه لا طاقة للصليبيين بجيش الأشرف وأن عكا ستسقط في يد الأشرف لا محالة، فأبحر عائدا إلى قبرص ومعه "جون فيلييه" مقدم الاسبتارية وتعرض الملك هنري فيما بعد للاتهام بالتخاذل والجبن.

وسادت عكا حالة من الفوضى العارمة والرعب الهائل واندفع سكانها المذعورن إلى الشواطئ بحثا عن مراكب تنقلهم بعيدا عنها ولا يدري أحد بالتحديد كم منهم قتل على الأرض أو كم منهم ابتلعه البحر.

وتمكن بعض الأثرياء من النبلاء من الفرار من عكا في مراكب الكاتلاني " روجر دى فلور" مقدم المرتزقة وفارس المعبد مقابل أموال دفعوها له و تمكن " روجر دو فلور" (Roger de Flor) من استغلال الموقف فابتز الأثرياء والنبيلات وكون ثروة طائلة.

وقبل أن يحل الليل كانت مدينة عكا صارت في يد المسلمين ماعدا حصن فرسان المعبد الذي كان مشيدا على ساحل البحر في الجهة الشمالية الغربية من المدينة.

وفى 18 مايو عام 1291عادت عكا إلى المسلمين بعد حصار دام أربعة وأربعين يوما وبعد أن احتلها الصليبيون مائة عام.
الجريدة الرسمية