رئيس التحرير
عصام كامل

«هنا حماية مصر من النشاط الزلزالي».. «فيتو» داخل قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية.. 90 محطة للمراقبة 24 ساعة.. 30 دقيقة للتعامل مع أي كارثة.. و3 مناطق في مصر معرضة للخطر (معايشة)

فيتو

قبل ما يقرب من مائتي عام وتحديدا في عام 1839، وبأمر ملكي من محمد على باشا تم تأسيس أول معهد للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر والشرق الأوسط، وبحسب أرشيف المعهد فقد بدأت فكرة تأسيسه خلال حملة نابليون إلى مصر أواخر القرن الثامن عشر لكنه لم ير النور إلا في عهد محمد على باشا، وكان مقر المعهد في البداية بمنطقة بولاق ثم تم نقله إلى منطقة العباسية عام 1865م إلى أن تم نقله إلى موقعه الحالي بحلوان عام 1903.


داخل هذا المعهد المُلقب بـ«خزان أسرار السماء والأرض» يوجد مركز الزلازل، حامي مصر من غضب الأرض، والمسئول الأول عن تحذير المواطنين وكانت بداية جولة «فيتو» من داخله.



مشهد عام
أجهزة، ورادارات، وباحثون لتحليل كل حركة، ذلك كان المشهد داخل معهد الشبكة القومية للزلازل الذي يعد قسما ضمن أقسام هذا الصرح، وفي بداية الجولة أوضح مدحت الرئيس الباحث بقسم الزلازل، أن المهمة الأولى في هذا القسم هي المراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ودراسة الخطورة الزلزالية والنطاقات الزلزالية والصدوع وحساب معاملات الأمان الزلزالي لكل مناطق الجمهورية، خاصة المناطق المهمة الحيوية والإستراتيجية كالقناطر والسدود والأنفاق.



«الرئيس» أوضح أن مهمة المعهد أيَضًا تشمل رصد مكان الزلزال وقوته وقياس التوابع إن وجدت في مدة أقصاها نصف ساعة من وقت حدوث الزلزال، علمًا بأن الزلازل التي يتم الإعلان عنها تكون أقوى من 4 أو 5 على مقياس ريختر، ويتم التعامل معها من خلال تلقى موجات من محطات رصد الزلازل المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، ويقوم الباحثون بتحليل الموجات من خلال البرامج المتخصصة عليه وعمل التقارير اللازمة، ويوجد لتلك المهمة 90 محطة على مستوى الجمهورية، كما تتركز المحطات في عدد من المراكز الفرعية للزلازل مثل «الغردقة – مرسى علم – برج العرب – الواحات الخارجة».

قبل الكارثة
التعامل مع الزلازل لا يكون فقط بعد وقوع الكارثة، هذا ما يوضحه «الرئيس» الذي يشير إلى أن هناك قرارا من مجلس الوزراء أن أي منشأة يجب أن تحصل على موافقة من المعهد، وقد حدث ذلك في مشروع الضبعة فقد شارك فيه المعهد من حيث تقديم الاستشارات والتقارير اللازمة، كما يوجد شبكة حول السد العالي لرصد تأثيرات الزلازل، وبالنسبة للمحاجر فلا يتم تسليم أي ديناميت جديد إلا إذا تم استهلاك دفعة الديناميت السابقة، وكل الأجهزة التي نعمل بها متطورة ويتم تحديثها سنويًا بتمويل من الدولة.



أسباب الزلازل
أما عن أسباب الزلازل فيوضح «الرئيس» أنه يوجد ثلاثة أسباب للزلازل وتتمثل في وجود حركات الفوالق الأرضية، الانفجارات وانهيار الكهوف، مشيرًا إلى أن جيولوجية المكان تجعله عرضة للزلازل عن غيره، ففي مصر مثلًا تتركز الفوالق في وسط البحر الأحمر لذا يكون من المتوقع أن يكون شاطئ البحر الأحمر أكثر عرضة للزلازل وإحساسا به، فالبحر الأحمر كان قطعة من الأرض وانقسمت لذا الشق الموجود في المنتصف ما زال موجودا ويتحرك حتى الآن وتحركه يؤدي لزلازل تمتد لخليج العقبة وجنوبًا حتى تنزانيا فالفالق يبلغ 1200 كيلو.

وأضاف أنه يوجد فالق بمنطقة «كلبشة» في أسوان هذا الفالق يتحرك ويسجل زلازل لكنه لا يؤثر، ويوجد فالق في طريق مصر/ السويس لذلك خلال بناء العاصمة الإدارية تم الأخذ بالاعتبار أن هذا المكان عرضة للزلازل فتم تشييد المباني بمواصفات تتحمل لذا تم الاستعانة بالمعهد لتقديم الاستشارات اللازمة.



وأكد أن حدوث الزلزال ليس مهما فالأهم هو معرفة قوته وعمل منشآت تتحمل نسبًا أكبر، فعلى سبيل المثال إذا كان متوسط قوة الزلازل في القاهرة 4 على مقياس ريختر يتم عمل المنشآت تتحمل 7 وهكذا.

تدريب غربي
دور المعهد لم يقتصر على العمل داخل مصر فقط، فوفقا لرئيسه الدكتور حاتم عودة يقوم المعهد بتدريب كل العرب وكل شبكات الزلازل الموجودة في الوطن العربي شارك المعهد في إنشائها، بالإضافة إلى إعارات لعدد من الباحثين إلى بعض الدول العربية ومنها سلطنة عمان والكويت والسعودية..



باحثون طوال اليوم، ورد في كل الأوقات على ما يثار من أخبار، تلك مهمة معهد الزلازل كما يوضح «عودة»، لكن المعهد يضم أيضًا داخله بعض الأقسام التي اطلعت «فيتو» عليها مثل معمل مراقبة التفجيرات النووية، وهو مسئول عن مراقبة أي تفجير داخل مصر وخارجها لما ينتج عنه من تبعات، وذلك باستخدام تقنيات حديثة، كما يتم مراقبة التفجيرات التي تجريها شركات الأسمنت والمحاجر والمناجم في أنحاء الجمهورية ودراسة تأثيرها على المنشآت والمباني القريبة منه، وذلك بالتعاون مع عدد من هيئات وجهات الدولة مثل إدارة الأزمات والكوارث بمركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء.


الجريدة الرسمية