رئيس التحرير
عصام كامل

الالتزام الأخلاقي في زراعة الأعضاء بالمنصورة


الرقابة الإدارية من حين لآخر تقوم بضبط مافيا تجارة الأعضاء البشرية، ورغم أن لدينا قانونا متميزا لزراعة الأعضاء لكنه مجمد من عشر سنوات تقريبا، وفي ظل غياب القانون وسوء الحالة الاقتصادية تنشط تجارة الأعضاء، ليست فقط في مستشفيات بير السلم لكن أيضا في بعض المستشفيات الكبرى التي لا تلتزم بالإجراءات القانونية اللازمة لمنع بيع الأعضاء والاتجار فيها، مما يسيء إلى سمعة مصر على مستوى العالم.


لكن تجربة جامعة المنصورة رائدة في هذا المجال ويحتذى بها، لأنها حققت نجاحا كبيرا وسمعة طيبة، ولم يحدث أن سمعنا عن تورط أحد من المنصورة في مافيا تجارة الأعضاء، لأن هناك التزام أخلاقي في زراعة الأعضاء ونظام صارم لا استثناء فيه، يطبقه مركز المسالك والكلى وأيضًا مركز الجهاز الهضمي والكبد، وهو أن يكون المتبرع بالكلى أو الكبد أحد أقارب المريض حتى الدرجة الرابعة حتى يمنع تماما التجارة في الأعضاء.

هذا النظام الصارم جعل لمركزي الكلى والكبد سمعة عالمية ومحلية متميزة، وجعلهما في الصدارة من حيث عدد حالات الزرع ونسبة نجاحها وأيضا انخفاض تكاليفها أو مجانيتها بالكامل.

4000 آلاف زراعة كلى و650 زراعة كبد بين الأحياء هي أرقام عظيمة يقف وراءها رجال عظماء، كما يتميز برنامج زراعة الأعضاء بالمنصورة أن جميع أعضاء فريق الزرع من جامعة المنصورة وخريجي كلية الطب بها، ويعملون في مركزي الجهاز الهضمي والكلى أيضا، الانضباط والالتزام بالعمل والاهتمام بالمريض الغني والفقير ويحظى بدعم كبير من إدارة الجامعة والكلية واعتبار برنامج الزرع أمنا قوميا وخطا أحمر لا يمكن العبث به أو تعثره.

أيضا من أسباب نجاح زراعة الكبد بالمنصورة وجود لجنة القيم لمراجعة ملفات المرضى مكونة من عميد كلية الحقوق – أستاذ أمراض باطنة من خارج المركز- أستاذ تخدير من خارج المركز لمراقبة وفحص أوراق المريض والمتبرع قبل إجراء عمليات الزراعة،  كل أعضاء الفريق يشارك في إجراء العملية وإعداد كوادر شابة باستمرار حتى تتواصل الأجيال وبعد عملية الزراعة تتم متابعة المريض طوال حياته مجانا.

وبسبب هذه السمعة الطيبة أصبح مركزا الكبد والكلى مصدرا لثقة أهل الخير وتبرعاتهم يتم تطوير المباني والأجهزة والتوسع في الإنشاءات والإنفاق على المرضى.

لذلك أتمنى من رجال الأعمال والمواطنين أن يوجهوا تبرعاتهم لهذا المنشآت الطبية المتميزة التي تعالج ملايين الفقراء مجانا. 
أخيرًا من أسباب نجاح زراعة الأعضاء بالمنصورة وانضباطه وجود العالم الجليل د محمد غنيم رائد زراعة الكلى، والعالم الجليل د محمد عبد الوهاب المشرف على فريق زراعة الكبد، وهما رمانة الميزان كل في تخصصه، ولذلك لا غرابة حينما تكون المنصورة هي الجامعة الوحيدة التي لها ثلاثة أعضاء في لجنة مراجعة قانون البحوث الطبية السريرية، التي شكلها رئيس الوزراء أول أمس، وهم د أحمد شقير، والدكتور جمال شيحة، وبالإضافة إلى ممثل عن مركز الكلى.

كل التحية والتقدير لكل علماء جامعة المنصورة الذين يشرفون بلدهم في الداخل والخارج، ولكل من أسهم في نجاح وانضباط برنامج زراعة الأعضاء بها، الذين ينقذون حياة فقراء المرضى.. وتحيا مصر.
egypt1967@yahoo.com

الجريدة الرسمية