رئيس التحرير
عصام كامل

قناة «الحرة» ليست حرة


لم أعد أعرف ماذا يريد الإعلام الدولي تحديدا من مصر والأشقاء العرب، فمجرد خبر عادي عن بلادنا تحديدا يتحول إلى مادة دسمة للبحث والتحليل والدراسة واختلاق القصص الوهمية، وما أكثر محترفي تأليفها وتزيينها وترويجها.


إن "التقرير الصدمة" الذي نشره الموقع الإلكتروني لقناة الحرة الأمريكية يوم 3 ديسمبر الجاري، يؤكد أن قناة الحرة "ليست حرة"، وأن ما يردده أباطرة الديمقراطيات عن حرية الصحافة، ما هو إلا مجرد بريق لامع لمعدن ردئ يظنه رائيه ذهبا، وليس في حقيقته إلا مصوغات مقلدة لا قيمة لها ولا ثمن.

الخطيئة المهنية التي وقعت فيها قناة الحرة كانت تقريرا منشورا تحت عنوان: "جلسات الصلح العرفي في مصر تضرّ بالأقلية المسيحية"، والحقيقة أن الفارق لك يعد كبيرا بين نار الشائعات وتقارير الإعلام الدولي المكذوبة، التي يتباهى بها عديمو الثقافة الإعلامية، زاعمين أنها مستند لتقييم أوضاع البلاد.

لقد مضت "الحرة" بتقريرها المكذوب تصف المسحيين في مصر بأنهم "أكبر أقلية دينية في منطقة الشرق الأوسط" ثم ذهبت تحصي عددهم، وتزعم أنهم تعرضوا لأحداث عنف واعتداءات لأسباب منها أسباب عاطفية، في تحليل يؤكد أن القناة (الأمريكية التمويل)، ربما باتت بحاجة إلى تنويع محتواها الخبري وتضمينه بالمواد الدرامية، فلجأت إلى اختلاق قصص الأسباب العاطفية والغراميات التي تقود الفتن الطائفية في مصر.

إن النداء العاجل الآن للهيئة العامة للاستعلامات، أملا في أن تتوجه نحو مزيد من التفعيل لدورها المنوط بها في متابعة تلك التوصيفات العقيمة، التي لا زالت تتناول المصريين وتصنفهم في تقاريرها بين مسلم ومسيحي، والله أعلم ماذا تخبئ وسائل الإعلام الأجنبية مستقبلا، فربما وجدنا في توصيفات الإعلام الأجنبي، لاحقا "صعيدي"، و"بحرواي"، و"اسكندراني"، و"أسواني"، لذلك فأمثال تلك التقارير لا بد من وقفة جادة إزائها من قبل الدولة، ممثلة في هيئاتها ومؤسساتها الإعلامية الرسمية.

والسؤال الآن.. لماذا لا تركز قناة الحرة "الأمريكية" في تقاريرها على توصيفات، طالما عاش المجتمع الأمريكي يئن منها زمنا ما بين "البيض" و"السود".. أذكر أنني شاهدت تقريرا تلفزيونيا عن المشردين، ممن يعانون اضطرابات نفسية بالمجتمع الأمريكي، حيث عرض مشاهد يصعب على سياسي محترم أو إنسان عاقل استيعاب حدوثها في دولة، طالما زعم رؤوسها وروج إعلامها أنها "رأس العالم".

الوقفة الآن مطلوبة من متابعي التقارير الإعلامية الأمريكية والأجنبية عن مصر، بحيث يعلمون تمويل وتوجه القنوات ووسائل الإعلام التي تنقلها، وذلك قبل التعامل معها على أنها معلومات موثقة، مع نشر التوعية المستمرة بمخططات ما يُحاك ضد مصر بالخارج.. والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية