رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المنيا مجددا!


المنيا أكثر محافظات الصعيد التي زرتها، وأعرف أنها أكثر محافظة في الجنوب نالت اهتماما من قبل جهات وهيئات عديدة ربما أبرزها الهيئة القبطية الإنجيلية، في مجال التنوير ونشر القيم الإيجابية.. قيم المواطنة والمساواة والعيش المشترك والتسامح.. ولكن رغم ذلك ما زالت المنيا للأسف الشديد هي أكثر محافظات الجمهورية التي تعانى من التطرف الدينى والصدامات الدينية والصراعات الطائفية التي تسفر دوما عن ضحايا..


حدث ذلك بعد فض اعتصام رابعة، حيث سجلت المنيا النسبة الأكبر في الاعتداءات التي تعرض لها الأقباط وممتلكاتهم وكنائسهم.. وحدث ذلك أيضا بعد فُض اعتصام رابعة وحتى الآن.. فإن الحوادث الطائفية المؤسفة والصدامات الدينية المستهجنة لا تتوقف وما زالت مستمرة لم تتوقف.

أن هذا أمر لا يحتاج فقط أعمال القانون ومعاقبة كل من يتورط في مثل هذه الحوادث المؤسفة المستهجنة، وإنما يحتاج مع ذلك عملا يقى المنيا من هذا التطرّف الدينى الذي يخلف لنا صدامات دامية مستمرة، وضحايا جدد..

أعمال القانون، رغم أهميته وحده لا يكفى.. وإنما لا بد أن نبحث حالة المنيا وظروفها، لنضع أيدينا عن أسباب استوطانها التطرّف الدينى لها وسيطرته عليها، رغم أنها ليست المحافظة الأكثر فقرا في البلاد، وتحظى بجهد تنويري فاق كل محافظات الصعيد..

وهنا لا بد وأن تتشارك العديد من الجهات الحكومية والرسمية، ولا يقتصر الأمر على جهود السيد المحافظ ورجال الأمن، فالأمر يحتاج لجهد قومى تتشارك فيه عدة جهات ووزارات ومؤسسات حكومية، ومعها بعض منظمات المجتمع المدنى التي لها خبرة بالعمل بين أهالي المنيا.. المنيا باختصار تحتاج للتغلب على التطرّف الدينى إلى جهد قومي حقيقي.
Advertisements
الجريدة الرسمية