رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

معركة جديدة!


الحياة هي مجموعة من المعارك المتصلة التي لا تتوقف إلا بتوقف الحياة نفسها.. المعارك هي أحد مظاهر الحياة ذاتها.. بعض المعارك تُفرض علينا، وبعضها نبادر نحن بخوضها.. أي إن هناك معارك نخوضها بقرار منا، وهناك معارك أخرى نخوضها بقرار من غيرنا، أو بقرار ممن نخوض معه هذه المعارك.


غير أن كل معارك الحياة المستمرة التي لا تتوقف، سواء التي فُرضت علينا أو نخوضها بقرارنا، يكون فيها الإنسان عادة يملك في يده الأسلحة التي يحتاجها في هذه المعارك.. وهذا ينطبق على كل معارك الحياة، الاجتماعية والاقتصادية وأيضًا الفكرية والسياسية.. إلا أن المعركة الوحيدة التي يخوضها الإنسان ولا يملك بيده أسلحتها هي معركة المرض..

الأسلحة في أيدي آخرين غيره.. أو مع الأطباء الذين يعالجونه.. أما المريض فلا يملك سوى سلاحا واحدا ووحيدا فقط، هو الأمل في رحمة الله والطمع في كرمه والثقة في الأطباء المعالجين.. وهذا ما يطلق عليه الأطباء وأصدقاء المريض الروح المعنوية العالية، في ظل معاناة المرض، وأيضا معاناة العلاج..

فإن المريض لا يعاني فقط ألم المرض، إنما أيضا ألم العلاج، خاصة إذا كان المرض صعبا فهو يستدعى علاجا صعبا أيضا.. وتزداد الصعوبة أكثر إذا كانت هناك خيارات وبدائل للعلاج من هذا المرض، على المريض أن يختار أحدها ويتحمل في نهاية المطاف مخاطر اختياره، خاصة أنه مطلوب منه الاختيار بين طرق أحلاها مر!

بينما تصل الصعوبة إلى ذروتها عندما تفرض هذه المعركة الجديدة على الإنسان بعد خوضه العديد من المعارك الصعبة في حياته، كان لها جراحها وآلامها التي ما زالت علاماتها مغروسة في جسده، حتى إن استبسل في القتال طوال الوقت خلال هذه المعارك التي كان بعضها شديد القسوة والشراسة، ولم يرفع راية الاستسلام في أي وقت خلال خوضه تلك المعارك الحياتية الشرسة، ودفع عن رضا وطيب خاطر ثمن صموده وعدم استسلامه.

لكن رغم كل ذلك لا سبيل آخر للإنسان الذي كانت حياته سلسلة متصلة من المعارك سوى خوض هذه المعركة الجديدة، التي فُرضت عليه.. ألم يكتب علينا القتال وهو كُره لنا.
Advertisements
الجريدة الرسمية