رئيس التحرير
عصام كامل

صحراء الدناكل.. بوابة الجحيم على الأرض (صور)

فيتو

لمن يؤمنون بالجحيم يمكنهم العثور عليه في إثيوبيا، بحسب ناشيونال جيوجرافيك، يُطلق على صحراء الدناكل "أقسى مكان على الأرض" أو "بوابة الجحيم" نظرا لسخونتها وانخفاضها الشديد، حيث تصل في بعض مناطقها إلى 160 مترا تحت سطح البحر، ويسمى هذا الجزء المنخفض من الصحراء بمنخفض العفر أو منخفض الدناكل.


تقع المنطقة في عفار في شمال شرق إثيوبيا بالقرب من الحدود مع إريتريا. وتعد من أخطر الأماكن في العالم وأكثرها جفافا، ما يجعلها واحدة من أكثر البيئات غير المضيفة في العالم.

السير في المنطقة سيجعلك تشعر وكأنك على كوكب آخر، فهناك فقاعات حمم بركانية وحقول مائية متعددة الألوان وأحواض ملح تبهر العيون.

ويحتوي هذا المنخفض على أنواع مختلفة من المعادن والملح والكبريت والحديد وكلها تظهر بألوان نابضة بالحياة من الأصفر والبرتقالي والأحمر.

كانت الأرض المحيطة بالدناكل جزءا من البحر الأحمر. وخلال انحسار الماء، يبقى الملح بكميات كبيرة جدا، ما حوله إلى سلعة ثمينة بالنسبة للسكان المحليين، حيث يقومون بتقطيع كتل الملح وتعبئته على الجمال ونقله إلى المدن القريبة لبيعه.

ورغم أن العمل يبدو مرهقا، لكنه أصبح أسلوب حياة مألوفا لهؤلاء السكان، الذين جمعوا الملح لأكثر من 100 عام، وتعيش هذه القبائل البدوية في أكواخ خشبية متحركة ويعتنون بقطعان صغيرة من الماشية والماعز والحمير والجمال.

وعلى الرغم من جفاف المنطقة، فإن نهر أواش يجعل المنطقة تنبض بالحياة، حيث يتدفق من المرتفعات الإثيوبية إلى البحيرات في منخفض دناكل، وعند الحرارة الشديدة تتبخر المياه تاركا وراءه أحواض ملح ضخمة.

استكشاف المنطقة الغريبة يعني القيادة لساعات على الطرق الوعرة الترابية وأسفل مرتفعات إثيوبيا وصولا إلى هذه الصحراء المنخفضة.

فصحراء الدناكل ليست مزارا سهلا لضعاف القلوب، فمتوسط درجة الحرار اليومية يصل إلى 106 درجات فهرنهايت، وتزداد الحرارة بسبب ما يسميه السكان المحليون "رياح عفار"، التي تجعل الزوار يشعرون وكأن بشرتهم تحترق.

لكن بالنسبة لأولئك الذين لا يتأثرون بالظروف المناخية، فإن الرحلة إلى هذه الصحراء تجربة ممتعة فريدة لهم، حيث يقيمون في أماكن بسيطة ويسافرون بسيارات الجيب أو عن طريق الجمال، لكن يجب عليهم اصطحاب حراس مسلحين بسبب النزاعات الدائمة على الملح، ما يجعل الرحلة مكلفة جدا.

الجريدة الرسمية