رئيس التحرير
عصام كامل

14 ديسمبر 1956.. من نجيب إلى عبد الناصر: مستعد للشهادة من أجل بلادي

فيتو

بمجرد وقوع العدوان الثلاثي على مصر أرسل الرئيس الأسبق محمد نجيب ــــ الذي كانت محددة إقامته في فيلا زينب الوكيل بالمرج منذ نوفمبر عام 1954 ـــ رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر نشرتها مجلة روز اليوسف عام 1956 قال فيها: إلى الرئيس جمال عبد الناصر:


السلام عليكم ورحمة الله.. وبعد، فقد يظن غيركم أني هازل أو محاول الدعاية لنفسي أو غير ذلك، لكنكم تعرفون أخلاقي جيدا، ومن ميزاتكم الفريدة القدرة على معرفة الرجال.

كما أن أي رجل شجاع أو أي وطني صميم يستطيع بسهولة أن يؤمن بصدق ما أكتبه إليكم الآن: أريد أن نضرب للمواطنين مثلا جديدا على إنكار الذات والتضحية بكل شيء في سبيل البلاد.

أريد أن نقف رجلا واحدا ندافع عن الوطن العزيز في هذه الساعة الحرجة، أريد منك أن تسمح لي بأعز أمنية لي وهي المشاركة في أقدس واجب وأشرفه وهو الدفاع عن مصر.

فاسمح لي بالتطوع جنديا عاديا في جبهة القتال باسم مستعار وتحت أية رقابة شئت دون أن يعلم أحد بذلك غير المختصين، وأني أعدك بشرفي أن أعود إلى معتقلي إذا بقيت حيا بعد انتهاء القتال، وبذلك تغسلون كل ما لحق بنفسي من ألم.

كما تسعدون العدد الكبير من الضباط والجنود المعينين لحراستي والمحرومين مثلي من شرف الاشتراك في القتال، وتوفرون مبلغا كبيرا ينفق على هذه الحراسة.

وأنا لا أطمع في أكثر من هذا وأود أن أختم حياتي ختاما كريما، ولو خامركم أي شك فيما أقول فإنني مستعد أن أقوم بعمل انتحاري لقيادة طوربيد أو أن أسقط بطائرة أو مظلة محاطا بالديناميت على أية بارجة أو هدف من أهداف العدو، حتى إني مستعد للشهادة من أجل نصرة بلادي.

وهذا إقرار مني بذلك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجريدة الرسمية