رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الذي ينقصنا!


عقب محاضرتي في مبنى الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الأسبوع الماضي، دعاني أحد الأصدقاء الأعزاء من المصريين العاملين بالولايات المتحدة الأمريكية في مجال السياحة إلى زيارة مدينة "أورلاندو" التابعة لولاية فلوريدا، التي يقع بها المقر الرئيسي لعالم "والت ديزني" الترفيهي الشهير بكل روافده، التي تحقق للمدينة كل عام دخلًا ضخمًا استطاعت من خلاله أن تكون أقل المدن الأمريكية  نسبةً في فرض الضرائب على الناس..


ولقد أدهشني للغاية أن الأرقام الرسمية الصادرة رصدت قيام 72 مليون زائر بالذهاب إلى هذه المدينة السياحية الساحرة في العام الماضي فقط، وهو ما جعلني أغار فورًا على بلادي، من حيث عدد زائرينا الذي لا يتناسب بالقطع مع ما حبانا به الله جل وعلا من مقومات وإمكانيات سياحية (متنوعة وفريدة)، نستحق معها بكل تأكيد أن نكون على رأس المقاصد السياحية الأعلى طلبًا في العالم لو أحسنا إدارة ما نملكه من عطايا إلهية قلما تتوفر في أي دولة أخرى.

وهو ما جعلني أسأل صديقي المتميز في مجال عمله عن رؤيته فيما ينقصنا لكي نحقق ما نرجوه لبلادنا الغالية من تقدم وتطور في هذا الملف شديد الأهمية.

فأجابني أن ما ينقصنا حقيقة هو الإيمان التام أن صناعة السياحة هي مسئولية مشتركة بين الحكومة وكل فرد في المجتمع؛ فالحكومة مطالبة بحسن اختيار من يديرون هذه الصناعة الحساسة والمعقدة في آن واحد، وكذلك توفير الحد الأدنى من البنية التحتية واللوجستيات اللازمة التي يحتاجها السائح من نظافة ونظام وتمهيد طرق ومواصلات عامة لائقة..... إلخ، والمجتمع مطالب بحسن معاملة السائح وتيسير أموره بكل ما تحمله هذه الكلمات من معانِ.

وبعد انتهاء الزيارة أدركت أن كلماته الأمينة هذه كانت على حق بعدما عايشت كل حرف فيها على مدى أسبوع كامل، ورجوت الله تعالى أن يرشد كل منا (حكومة ومواطنين) لأهمية أن يضطلع بمسئوليته ويؤدي واجبه تجاه هذا الملف بالغ الأهمية لبلادنا الغالية.
Advertisements
الجريدة الرسمية