رئيس التحرير
عصام كامل

شيعة ومارون.. «سيف السياسة» يقطع رأس راغب علامة

فيتو

تعيش لبنان على واقع أزمة حادة متعلقة بفشل رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، في إعلان وزارته الجديدة، بسبب الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة والمارون في بلد كان بالأمس القريب تنوعه سر نجاحه، وتحول بمضى الأيام هذا التنوع إلى خلاف يهدد بحرق الأخضر واليابس، خصوصا أن «قرار بيروت» مختطف بين قوى إقليمية حولته إلى ساحة حرب بالوكالة.


ونجح «حزب الله» في قلب عملية تأليف الحكومة المعطلة منذ انتخابات السادس من مايو الماضي، فخرج عمليا من المفاوضات بعدما وضع شروطه على الطاولة، فارضًا معادلة أحادية: إما توزير سُنَّة فريق «8 آذار» (النواب المعارضين لتيار رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري) أو لا حكومة.

ومع هذه المعادلة، توارى الحزب عن الأنظار تاركًا للجميع مهمة البحث عن مخارج، ووضع رئيس الدولة والحكومة في مأزق.

معادلة عون والحريري، في مواجهة حزب الله، وتردي الأوضاع في البلاد بشكل عام مع خلل واضح في الخدمات، دفعت الفنان راغب علامة، متعمدا أو عن دون قصد، لإطلاق أغنية «طار البلد» التي تتحدث كلماتها عن أزمة الدولة اللبنانية بهدف التحذير مثلما أوضح فيما بعد.

أغنية علامة «الشيعي» والتي حملت من الكلمات ما يكفي للتعبير عن الواقع المرير، دفعت النائب اللبناني، حكمت ديب «ماروني» وعضو كتلة «لبنان القوي» وعضو الهيئة التنفيذية في «التيار الوطني الحر» الموالي لرئيس الجمهورية، ميشال عون، إلى مهاجمة المطرب الشهير مطالبا بـ«تطيير رأسه» -قطع رأسه- وليس «تطيير لبنان».

عقب هذا التهديد تفجرت الأوضاع في العاصمة التي تمثل باريس الشرق، بدوره، رد علامة قائلا: «بوجود نواب يهددون بقطع رأسنا ويتصرفون علنا كدواعش.. أكيد طار البلد.. أنت خفت من أغنيتي وعم تهددني.. أنا ما بخاف من تهديدك لكني الآن أقدم إخبار إلى فخامة الرئيس ودولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس سعد الحريري ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بأن حكمت ديب هددني بقطع رأسي".

خلاف أهل السياسة والفن، والذي يعد واقعة نادرة الحدوث في بيروت، دفعت شريحة عريضة من رموز المجتمع إلى الاصطفاف خلف «علامة» للدفاع عنه في معركة قطع الرأس والتهديد، خشية تدحرج الخلافات المسيطرة على المشهد إلى الوسط الفني الذي اعتاد الوقوف على الحياد في جميع المعارك.
الجريدة الرسمية