رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مشايخ الجنس!


هل انتهينا من مواجهة التطرّف الديني الذي يخلق لنا وحوشا آدمية، تقتل وتدمر وتخرب وتفجر، حتى ننشغل بالجنس في الجنة؟!.. إننا بالكاد بدأنا في تصحيح الخطاب الديني وأمامنا الكثير لنكمل هذا العمل، سواء بالنسبة للمناهج الدراسية في التعليم الديني، أو بالنسبة للتراث الديني الذي يستخدمه الإرهابيون في تبرير أعمال الإٍرهاب التي يقومون بها..


ورغم ذلك ينشغل عدد من المشايخ ورجال الدين بالجنس في الجنة، وكيف سيمارس فيها بطريقة مختلفة عما يمارس بها في الدنيا.. ويفرض هؤلاء المشايخ هذه القضية على الرأي العام بالحديث تليفزيونيا حولها على مدى عدة أيام متواصلة.

هل بذلك نجدد ونصحح الخطاب الديني، ونواجه التطرّف الديني سبب الإٍرهاب الذي ابتلينا به؟!.. هل هذا هو الدور الذي ننتظره منذ عدة سنوات من مشايخنا ورجال الدين لدينا، أو هل هذا ما ننتظره منهم؟!.. لا يقل لنا أحد إنهم بالحديث عن الجنس في الجنة يقاومون التطرّف الديني ويتصدون للانتحاريين الذين يقدمون على الموت وتفجير أنفسهم ليستمتعوا بحور العين في الجنة!..

فالإرهابي لن يصدقهم لأنه مسلوب العقل وتمت السيطرة عليه.. فما ضرورة حديث الجنس هذا إذن؟

ألا يعد فرض هذا الحديث عن الجنس في الجنة من قبل هؤلاء المشايخ هو نوع من إلهاء الرأي العام عن القضية الأهم والأخطر.. قضية تصحيح الخطاب الديني ومواجهة التطرّف الديني؟.. وألا يعد ذلك أيضا تخليا منهم عن أداء واجبهم في عملية تصحيح الخطاب الديني وتقاعسهم عن مواجهة التطرّف الديني، في وقت يسقط لنا الشهداء في حربنا ضد الإٍرهاب؟!..
وكذلك هل هذا هو الإعلام الذي ننشده ونتطلع إليه؟
Advertisements
الجريدة الرسمية