رئيس التحرير
عصام كامل

فرنسا وألمانيا ومجلس الأمن!


ما طلبته ألمانيا من فرنسا مؤخرا يعد أكثر إحراجا مما تعرض له الرئيس الفرنسي "ماكرون"، الذي وصل إلى بوينس آيرس لحضور قمة العشرين ولم يجد أحدا في استقباله، لتأخر مستقبليه في الوصول إلى المطار الذي غادره قبل وصولهم إليه!.. كذلك فإن الطلب الألمانى مفاجئ لفرنسا ومرفوض منها بالطبع.. فهو يتضمن تنازلها عن مقعدها الدائم في مجلس الأمن لصالح الاتحاد الأوروبي، بدعوى تقوية هذا الاتحاد! 


فإن فرنسا تتبنى دعوة مؤخرا بدعم الاتحاد الأوروبي، بل إنها دعت إلى تكوين جيش أوروبي موحد.. وكان ألمانيا حينما تقدم هذا الاقتراح الخاص بتنازل فرنسا عن مقعدها الدائم في مجلس الأمن للاتحاد الأوروبي تستثمر تقول إن ذلك إحدى وسائل تقوية الاتحاد الأوروبي التي تطالب بها وتتبناها فرنسا.

وهنا يبدو الإحراج لفرنسا.. لأنها مع ألمانيا تمثلان قيادة الاتحاد الأوروبي، فضلا عن أن فرنسا تتبنى حاليا سياسة ترمى إلى تقوية ودعم علاقاتها مع ألمانيا، بعد إقرار طلاق بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، وذلك لدعم هذا الاتحاد حتى لا تصيب عدوى انفصال بريطانيا دولا أوروبية أخرى، ولمواجهة تلك الضغوط الأمريكية في عهد ترامب على أوروبا، خاصة وأن فرنسا غير مستعدة أن تتنازل بالطبع عن مقعدها الدائم في مجلس الأمن..

ولذلك ستكون العلاقات الفرنسية الألمانية الآن تحت المجهر، لأنها سوف تحتاج من المستشارة ميركل والرئيس ماكرون إلى جهد إضافي للحفاظ على قوتها.
الجريدة الرسمية