رئيس التحرير
عصام كامل

«الاستعلامات».. درع إعلامي وسيف


تغيرت مؤخرا آليات العمل داخل أحد الصروح الوطنية الإعلامية الرسمية، القديمة، المنشأة منذ عام 1954، فتم استنفار الهمم الإعلامية من حالة الروتينية والرتابة التي أصابتها لبضع سنوات، بعد أن عصفت بهذا الصرح العديد من التجارب غير الموفقة، من حيث معرفة وإدراك وتقدير الدور والمهام المنوطة به، ليتم تحويلها حاليا إلى أدوات إعلامية نشيطة وفاعلة على الصعيدين الداخلى والخارجى.


ومنذ رأت القيادة السياسية الحاجة للاستغلال الفاعل لقدرات هذا الكيان، إلا ودبت الروح في أوصاله، وحملت إدارته الجديدة على عاتقها، بالتكاتف مع أفراده، آليات محددة وواضحة في العمل، تتمثل في: الإنجاز، وسرعة المتابعة، وأهمية الرد اللحظى، المحترف، المشفوع بالحقائق والادلة.

نعم ربما لا يزال أمام الهيئة العامة للاستعلامات، المزيد من الأدوار الفاعلة والمهام الجسام، إما خارج مصر، ممثلة في مكاتبها الإعلامية التي تقلص عددها وأغلق بعضها في بلدان ما زلنا نحتاج لاستمرار مد جسور التواصل الإعلامي معها، وإما في الداخل من خلال أكثر من 66 مركز إعلام داخلى و30 مركزا للنيل، على مستوى محافظات الجمهورية كافة، تؤدي أدوارها الإعلامية والتوعوية بنشاط مكثف، ولكن في تجاهل تام من وسائل الإعلام المختلفة في تغطية هذه النشاطات.

ونذكر أن مراكز الإعلام الداخلى التابعة للهيئة، كان لها الفضل الكبير في عقدى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، في تدشين حملات التوعية بأهمية تنظيم الأسرة، من خلال النشرات والبرامج المختلفة المبسطة، وهى التي أتت أُكلها وثمارها بنجاح تام.

ويمكن أن نقول إن حالة النشاط المكثف التي يشهدها هذا الصرح الآن، جاء نتاج عمل فريق من الإعلاميين والإداريين المهرة، استشعرت رئاسة الجمهورية الحاجة الماسة إلى إمدادهم بمحرك فاعل على الصعيدين الداخلى والخارجى من أجل تحصيل ثمار مجهوداتهم وإبرازها إلى النور، في سبيل توضيح الحقائق، وتبيان جوهر "مصر الأصيلة"، العريقة تاريخا وحضارة وأرضا وشعبا..

فاندمج الجميع في جسد واحد هدفه الأساسي الذود عن سمعة مصر والمصريين، ضد الأكاذيب الغربية، والفبركات والمغالطات وصناع الأوهام، فأصبح جهاز العلاقات العامة الرسمي للدولة، بمثابة حارس أمين يدفع الضرر، شاهرا أدواته المٌحَكمة بالأسانيد والأدلة الموثقة، في وجه السفهاء والكاذبين ومدعى الدفاع عن الحقوق، وهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عنها.

ويمكن أن نقول أن "الاستعلامات" أعادت اكتشاف كوادرها وخبرات وإمكانيات أبنائها، وهو ما نأمل أن يستمر، بالدعم الرئاسي والحكومى المستمر، فالطعنات في ظهر الوطن خائنة، والأهداف مغرضة ومسمومة، والسنة الزيف والبهتان تحتاج إلى البتر بحنكة واحتراف، ولا أبالغ إذ اقتبس بعض من كلمات الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والتمسها لجهود الهيئة، فهى حقا "درع الوطن الإعلامي وسيفه".
الجريدة الرسمية