رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عنف في فرنسا!


العنف كان هو طابع الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا أمس وشارك فيها عدة آلاف من الفرنسيين، اعتراضا على زيادة أسعار المنتجات البترولية، والسياسات الاقتصادية للرئيس ماكرون.. فقد شهدت هذه الاحتجاجات عمليات تخريب وحرق، واستخدمت فيها الشرطة خراطيم المياه لمنع المتظاهرين من اقتحام الحواجز التي أقامتها، ثم استخدمت الغاز المسيل للدموع، بينما استخدم بعض المتظاهرين الشماريخ..


وأسفرت هذه الاحتجاجات عن قتيلين ونحو ٦٢٠ مصابا من المواطنين، و١٣٦ مصابا من رجال الشرطة.. وقد اتهمت السلطات الفرنسية اليمين المتطرف في فرنسا أنه حرض على هذا العنف، بينما أظهر استطلاعا للرأي أن هذه الاحتجاجات نالت تأييد قرابة ثلاث أرباع الفرنسيين.

وهكذا ليس العنف قاصرا فقط على الاحتجاجات التي تشهدها الدول النامية، إنما يحدث أيضا في الدول المتقدمة التي تتباهى أن ديمقراطيتها يتسع صدرها لأية احتجاجات، وأن مواطنيها تعلموا ممارسة الاحتجاج السلمي وشرطتها ملتزمة بضبط النفس!..

فهذا العنف سبق أن رأيناه في احتجاجات شهدتها أمريكا وبريطانيا وألمانيا، وأيضًا فرنسا من قبل.. بل إن فرنسا شهدت عنفا حتى في مظاهرات الاحتفال بفوزها بكأس العالم قبل بضعة أشهر مضت!

إذن إن من يحرضون على العنف لدى غيرهم لا بد أن يتذوقوا مرارة طعم هذا العنف في بلادهم، وأن يتم استثمار هذا العنف سياسيا أيضا من الفرقاء السياسيين المتنافسين، وهذا ما ظهر واضحا في احتجاجات فرنسا، وهذا يمكن رصده في مواقف وردود أفعال كل من الرئيس ماكرون الذي أعلن أن رسالة المحتجين وصلت له، وزعيمة اليمين المتطرف "مارين لوبان" التي سخرت من اتهام وزير الداخلية لها بالتحريض على العنف.

وإذا كانت الشرطة الفرنسية قد أنهت هذه الاحتجاجات، فهذا العنف يعني أن العنف ليس محتملا تكراره في فرنسا مجددا، سواء في احتجاجات أخرى مقبلة أو حتى في أية مناسبات احتفالية وليست احتجاجية.
Advertisements
الجريدة الرسمية