رئيس التحرير
عصام كامل

مطلوب استدعاء «حالة محافظ المنوفية»


حالة فريدة ربما تبدو غريبة على مصر، بتصرفات اللواء سعيد عباس محافظ المنوفية، في نظام الإدارة ومباشرة المسئولية.. تلك الحالة التي فرضها المحافظ نهجا على نفسه، فصار أهالي المنوفية يرون رأس السلطة التنفيذية في المحافظة وقد أجلس أصحاب الحاجات على كراسي، وجلس يستمع إلى شكاواهم.. بدأ الرجل مشواره بتقبيل رأس مواطن أمام ديوان عام المحافظة قبل دخوله مكتبه وذلك فور تكليفه رسميا بالمنصب.


ومن بعدها تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للمحافظ ابن المؤسسة العسكرية المصرية البار، وهو يستمع لشكاوى المواطنين بعدما أجلسهم على المقاعد، بينما جلس هو على الأرض، مما يستدعي التأكيد على أن طريقة تعامل ذلك المسئول مع المواطنين حالة إدارية مثالية، مطلوب استدعاؤها ونشرها منهجا لكل المسئولين.. وعلمت أن هناك محافظا آخر يتعامل بالطريقة ذاتها.

أنه على أجهزة الحكم أن تعلم يقينا قيمة الاحترام في التعامل مع الشعب الذي يبذل الغالي والنفيس حال وجد مسئولا يشركه ويشاركه المسئولية، بحب واحترام وتقدير، وليتنا جميعا نتخلى عن سياسة الأبراج العاجية، في التعامل مع الناس وننزل إلى الشارع يدير كل منا مسئوليته المكلف بها في نطاق موقعه، على الأرض، بين الأهالي دون استعلاء أو تعالٍ أو بحثا عن الشو الإعلامي.

ولقد شهدت وزارة الداخلية من قبل، حالة مماثلة، كان بطلها الوزير الراحل اللواء أحمد رشدي، الذي واجه الفساد بنفسه وبكل ما أوتي من قوة.. فأثار رعب المجرمين وتجار المواد المخدرة والمعتدين على حرم نهر النيل وأملاك الدولة، بل إنه، رحمه الله، فرض أداء انضباطيا على الوزارة وفتح أصعب ملفاتها دون خوف أو مراعاة خاطر ذي نفوذ أو صاحب سلطة، فأمثال هذه الحالات مطلوب استدعاؤها وإبرازها والحفاظ على أصحابه كنماذج يحتذى بها في العمل الإداري.

ورسالتي الأخيرة لمحافظ المنوفية:" أعلم تماما أن مثل هذا المقال قد لا يرضيك لأنك وغيرك من أصحاب الضمائر يفضلون العمل في صمت، لكن لعلك تعذرني حال علمت أن تلك السطور إنما هي مكتوبة من أجل مصر.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
الجريدة الرسمية