رئيس التحرير
عصام كامل

«إمبراطورية السماسرة» تهدد تسويق الأثاث بدمياط

فيتو

مجموعة من الأشخاص اعتادوا يوميًا افتراش مداخل محافظة دمياط، ينتظرون قدوم رواد المحافظة، راغبي شراء الأثاث الدمياطي.


وبدأت عشرات الدراجات البخارية تطارد سيارات الأجرة القادمة من خارج المحافظة، يحاولون التأثير على راغبي شراء الأثاث وإقناعهم باصطحابهم في جولتهم التسويقية، يفرغ "سمسار الأثاث" من مطاردته هذه حينما يتمكن من إقناع أحدهم، يتجول معهم لساعات طويلة بين معارض الأثاث، يكون دوره كدليل أبرز أدواره في هذا التوقيت.

يحاول السمسار التأثير على "الزبون" للشراء من أماكن بعينها، من هنا بدأت إمبراطورية "سماسمرة الموبيليا" بدمياط، والتي بدأت في توزيع الزبائن على المعارض حسب أهوائهم ومصالحهم الشخصية، مطبقين مقولة "شخلل عشان تعدى"، والتي تسببت في خلق أفكار غير صحيحة عن أبناء دمياط، فلم يَقدم أحد على التعامل معهم راغبا في الشراء بعيدًا عن هؤلاء.

اشتكى أصحاب معارض الأثاث بدمياط سيطرة هذه المجموعة على مجريات الأمور، مؤكدين قيامهم بفرض إتاوات على أصحاب المعارض نظير اصطحاب "الزبون"، مشددين أن بعض الخارجين عن القانون يمارسون تلك المهنة دون تقنين، مطالبين الدولة بالتدخل الحاسم لحسم موقف هؤلاء وإنقاذ سوق الأثاث بدمياط من سيطرتهم.

مباحث الأموال العامة بدمياط ألقت القبض على 15 من "سماسرة الأثاث"، لممارستهم عمل دون ترخيص، بينما قامت قوة من قبل قسم أول دمياط برئاسة المقدم عماد معوض بشن حملة مكبرة أسفرت عن ضبط 14 آخرين، وحررت محاضر لهم تمهيدًا للعرض على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

كما ضبط الرائد مهاب حسن رئيس مباحث قسم ثان دمياط 6 آخرين في حملة أمنية بأحد الأسواق، وتبين بالفحص الجنائى تورط عدد منهم بقضايا متنوعة، بينما كشف الفحص الجنائي وجود عناصر مسجلين بين أعضاء إمبراطورية السماسرة.

ووصلت عمولة السماسرة إلى 1500 جنيه للصالونات، و2000 جنيه للغرف تسعيرة سماسرة الأثاث بدمياط، حيث فرض هؤلاء تسعيرة شبه جبرية، على أصحاب المعارض، فحينما يتم بيع أي من المعروضات يتم استقطاع عمولة "السمسار"، والتي قدرها هو حسب أسعار الإمبراطورية، ومن يخالف تلك التسعيرة يتفاجئ بوابل من الألفاظ والمشادات التي تصل إلى حد الشجار، ليفضل الجميع دفع العمولة دون اعتراض.

وقال محمود غالي، بائع في معرض أثاث إن هؤلاء تسببوا في هروب زوار المحافظة، فالبيع يتم الآن عبر صفحات التواصل الاجتماعي بناءً على رغبات "الزبائن" هربًا من السماسرة، وهناك صناعات أخرى تقوم على زوار المحافظة راغبي شراء الأثاث مثل الحلوي وغيرها من الأماكن التي تعمل على الوفود القادمة للمحافظة، والتي تسبب هؤلاء في هروبهم.
الجريدة الرسمية