رئيس التحرير
عصام كامل

الشهرة وإفساد مجتمع


لا شك أن التلاسن بالكلمات بين اثنين من مطربي المهرجانات سمع عنه القاصي والداني من داخل مصر وخارجها، حيث ظهرت صورة غير لائقة عن مصر وللأسف في مجال الفنون الذي تتسابق فيها دول العالم لإظهار ثقافات الشعوب في أحلى صورها، على اعتبار أن الفن مرآة الشعوب.


التلاسن على حفلة لمرتادي أغاني المهرجانات التي تخاطب البعض من المعجبين بالأسلوب الذي يتفهمونه وبالطريقة التي انحدرت بنا إلى فن غريب عندما نسمعه نشعر بالضيق من سوق يسمونه شعبي، إلا أنه ليس شعبيا بل دخيلا على مصر، وللأسف أصبح منتشرا بين الشباب من جميع الطبقات الاجتماعية والثقافية..

للأسف أسهم الجميع في نشر تلك الفنون غير اللائقة بتاريخ مصر ولا في مستقبلها الذي نبنيه بكل ما نتحمله من صعوبات وجهود مضنية، ليظهر الفن المصري بأسلوب جديد مسيء لا يمكن وصفه، من حيث الكلمات واللحن، فضلا عن الإيماءات المرفوضة.

للأسف هكذا نصنع الشهرة الآن ليس بالعمل المتميز المبدع إنما بالصورة الشاذة أساسا للفن، لتظهر البدايات بالضحك على المهاترات والفعل ورد الفعل بين طرفي نزاع، ثم نفاجأ أن هناك من سينتج فيلما ليكون مصدر الإشعاع الحضاري الثقافي لمصر في الفترة المقبلة.

نريد قانونا يمنع التلوث السمعي والمرئي، لن تظهر مصر أمام العالم بهذه الصورة الفجة، لأن لا فرق بين من يفسد في الأرض بالقتل والسلب وبين من يهدر قيم المجتمعات لنرى مجتمعا فوضويا يريدون له أن يكون في ذيل الأمم، لنرى بعد سنوات أبناءنا يعيشون في مجتمع كله فنون هابطة، بحجة أن نعبر عن ثقافة العشوائيات وأهالي العشوائيات لا دخل لهم بها ولا يريدون أن يعلموها لأولادهم.

دعونا نتمهل ونتذكر كيف كانت الأغاني الشعبية.. ألم يكن محمد رشدي يقدم أغان شعبية؟ وماذا عن محمد العزبي وشكوكو وعبد العزيز محمود؟ كلهم فنانون كبار نتذكر أغنياتهم ونَحفظها ولا يوجد فيها ما يخدش الحياء؟!

نريد قانونا نافذا لا يحتمل التأويل ولا التفسير لكل من يسئ إلى مصر وثقافتها ليمنع التمادي في طريق منزلق إلى الفوضى في كل المجالات الفنية والثقافية.
الجريدة الرسمية