رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لا تستعلوا.. بل ساعدونا!


منتدى شباب العالم بشرم الشيخ في نسخته الثانية قدم صورة واقعية لما يجري في شتى أرجاء العالم بعيون شباب غير مسيس، عبر بتلقائية وموضوعية عن رؤاه في قضايا وشواغل إنسانية عديدة، منها مثلًا أزمة اللاجئين ضحايا الحروب في سوريا والعراق واليمن وغيرها، والهجرة غير الشرعية التي هي ثمرة غياب العدالة وتكافؤ الفرص بين الشمال والجنوب، والفقر والبطالة..


ولم يغفل منتدى الشباب قضية تغير المناخ الذي بات يهدد كوكب الأرض بعواقب جسيمة تدمر الصحة وتهدد فرص الحياة فوق ظهرها، خصوصًا فيما يتعلق بالمياه أهم مقومات الحياة على الإطلاق بعد الهواء.

المنتدى أفرد مساحة لأخطر آفات العصر وهو الإرهاب، فتناول مسبباته وروافده وآثاره الكارثية التي هي نتاج أفكار مغلوطة ومفاهيم خاطئة في الأساس، وكيف يجري التغرير بشباب بريء ليحمل معاول الهدم ويصبح جانيًا وضحية في آن واحد بعد وقوعه فريسة سهلة في براثن صناع الإرهاب ومروجيه من جماعات التطرف وخاصة جماعة الإخوان التي تدير ترسانة إلكترونية لأجل هذا الغرض.

أفريقيا 2063 كانت محورًا مهمًا على مائدة الشباب في منتداهم الدولي.. وما ينبغي أن تصبح عليه في غضون هذا التاريخ أو كما نريد أن نراها.. وقد قال الرئيس السيسي مخاطبًا الدول المتقدمة: "لا تستعلوا علينا بقدراتكم ولكن ساهموا بها في تغيير واقع الدول الضعيفة إلى الأفضل"..

وتحدثت صاحبة نوبل "نادية مراد" الفتاة العراقية التي قالت "مصر بلد عظيم بحضارته وتاريخه العريق.. وكل الشكر لمصر ورئيسها على دعمه لرسالتي واستقباله لي عام 2015.. وأمامنا فرصة تاريخية لتحقيق السلام والعدل والمساواة بين جميع شعوب المنطقة بمختلف أديانهم ومعتقداتهم وإعطاء الشباب وخاصة المرأة دورًا فعالًا؛ لأنه لا يمكن تحقيق السلام الشامل في المنطقة دون إعطاء كل ذي حق حقه"..

وعن تأثرها بالرئيس السيسي قالت نادية: "خلال مشوار عملي أتذكر ثلاث كلمات قالها لي: يا نادية الشر عمره ما ينتصر"؛ ومن هنا ينبغي زرع ثقافة التسامح والمحبة بين شعوب المنطقة ومحاسبة المجرمين وأولهم داعش الذي آن للعالم أن يستجيب لدعوة الرئيس السيسي ولتوصيات مؤتمر الشباب بضرورة الاعتراف بجرائم هذا التنظيم الفاشي ووضع إستراتيجية دولية جادة وفعالة لاجتثاث أفكار التطرف والإرهاب من جذورها..

بوقف كل أشكال الازدواجية وانتهاك الحقوق وتجفيف منابع التمويل وشتى ألوان الدعم التي يجري ضخها لتنظيمات الإرهاب على مرأى ومسمع من بعض الدول التي ترفضه في العلن وتمده في الخفاء بأسباب الحياة والبقاء.

ولا ننسى أن الإرهاب والتطرف هما مصدر الشر وأساس مأساة شعوبنا بل والإنسانية جميعًا فقد اكتوت بناره دول الغرب ذاتها ولا يمكن القبول أو تبرير الأعمال الإرهابية تحت أي ظرف ولا يمكن لأي دين أو معتقد أن يقبل بها.. ومن ثم فإن إجراء محاكمات عاجلة لهؤلاء الإرهابيين مطلب عادل على جميع الدول أن تسارع بتنفيذه لتأمن شر هذا الوباء الذي لن يسلم أحد من أذاه.
Advertisements
الجريدة الرسمية