رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تقتحم «أرض الإستروكس».. «تاجر» يكشف رحلة المخدر من «التصنيع إلى التوزيع».. السيجارة الشعبية بـ5 جنيهات و«تسعيرة» خاصة لـ«ولاد الذوات»

فيتو

في أسابيع قليلة تصدر المشهد.. لم يترك شيئًا آخر يزاحمه، وجد طريقًا ممهدة له في الأوساط الشبابية، بعدما تناقلت الألسن الآثار التي يسببها لمن يتناوله، غير أنه بمرور الأيام تحول إلى «وحش» متصدرًا قائمة «الأكثر فتكًا» بالإنسان، ليس هذا فحسب، بل اتضح أنه يعتبر بمثابة «الطريق الأقصر إلى الموت».. من هنا يمكن التعامل مع «مخدر الإستروكس» الذي أصبح واحدًا من أهم وأخطر المواد المخدرة التي ذاع صيتها في مصر، ليس بسبب سهولة الحصول عليه، ولكن بسبب تزايد معدلات ضحاياه، سواء بالمرض أو الموت. 

مخدر بـ«بودرة الصراصير»
«الإستروكس».. وفقا لشهادات عدة لا يتعدى كونه «خلطة» من «بودرة صراصير ومكافحة القوارض، سبرتو أبيض، مادة الكولة، بيرسول، اسبراي، أبتريل (برشام الصراصير)، تضاف إليها لها مادتا الكيتامين والأسيتون المستخدم لإزالة طلاء الأظافر»، كما تستخدم بعض المواد العطرية مثل «الزعتر والبردقوش» لمنحها رائحة نفاذة. 

«الأحياء الشعبية».. دُنيا الإستروكس
الأحياء الشعبية.. يمكن القول أنها الضحية الأولى لـ«الإستروكس»، حيث ازدادت معدلات انتشاره بين الشباب هناك، وبدأ البعض يتداول مقاطع فيديو لأشخاص بعد سقوطهم في «فخ الإستروكس»، الذي اتضح أنه يحتوي على مركبات الهيوسين والهيوسايمين والأتروبين، التي تؤثر على الجهاز العصبي، كما أنه ينافس مخدر «الماكس» إذ يخلطه التجار بالحشيش ويحقنون به المدمنين، وتجرى عمليات البيع والشراء لهذا المخدر في الشوارع علنا أمام المارة، وفوق أسطح المنازل، وفي المراكب النيلية والملاهي والأحياء الراقية لأبناء الذوات.

منزل آيل للسقوط.. شقة «حجرة وصالة وحمام» لا تحتوى على أي أثاث غير كنبة متهالكة وبطانية وزجاجات خمر وسجائر مطفأة تدل هيئتها على أنها كانت «محشية مخدرات».
«عِدة المخدر».. عبارة عن طبق كبير وكميات من عشب الدميانة أو البردقوش أو المرمرية ومبيدات حشرية وغيرها من الأدوية الكيميائية، كله داخل الكنبة المتهالكة ذات الباب السحري، وأعلى هذه الغرفة سطح مغطى بالقمامة، يستغله التجار ويعدونه دولابا لإخفاء المخدر به في محاولة منهم لتضليل لرجال الشرطة الذين يواصلون حملاتهم للقضاء على هذا المخدر اللعين.

في «أرض مخدر الشيطان»
رحلة البحث عن «الإستروكس» يمكن سلوك أكثر من طريق لها، غير أن «فيتو» اختارت الطريق الأصعب، «طريق التُجار»، حيث نجحت محررة الصحيفة في إقناع أحد المتعاملين مع تاجر «إستروكس» بإيهامه أنها ترغب في الحصول على المخدر بغرض الاتجار.

بعد خطوة إقناع التاجر، جاءت الخطوة الأكثر خطورة، حيث دخلت محررة «فيتو» المكان الذي يتم تجهيز المخدر فيه، ليكشف لها التاجر بعد ذلك كيفية تصنيع «الإستروكس» والآثار التي تترتب على تناوله وإدمانه.
 
التاجر كشف لـ«محررة فيتو» أن مكونات مخدر الإستروكس ما هي إلا سموم تُخلط مع بعضها، لكنه لا يجبر أحدا على شرائه وتعاطيه، موضحا أن المتعاطي يدخل في غيبوبة فور تعاطيه الإستروكس لمدة دقائق ولا يكون في وعيه تماما، وربما في هذه اللحظات يقتل نفسه أو يرتكب جريمة، وإذا طالت الغيبوبة لأكثر من نصف ساعة، فهذا معناه أن المتعاطي لن يفيق لأنه باختصار فارق الحياة.

وأكد التاجر أن عدم إدراج الإستروكس منذ البداية في جداول المخدرات سمح لهم وأعطاهم الفرصة في الانتشار بشكل مكثف، لأن أي محام صغير يستطيع الطعن على إجراءات الضبط ويبرئ التاجر أو المتعاطي، وأنه لو لم يكن هناك محام، يثبت رجال الشرطة في محاضرهم أن المضبوطات بودرة بقيمة كذا ليصدر قرار بحبس التاجر.

«الإستروكس درجات»
«الإستروكس درجات».. حقيقة ثانية كشفها التاجر حيث أوضح أن «أبناء الذوات يتم تحضير أكياس مخصوصة لهم من الإستروكس، وتكون في الغالب على شكل جماجم، وتوزع عليهم في المراكب النيلية ومناطقهم الراقية، من خلال فتيات يصعب الشك فيهن من قبل رجال الشرطة، فضلا عن دورهن في استقطاب الزبائن من الملاهي الليلية وغيرها من الأماكن المشبوهة».

بورصة «الإستروكس»
وعن أسعار المخدر قال: «يتم بيع كيس الإستوركس بـ300 جنيه أو 250 جنيه كحد أدنى لتاجر التجزئة الذي يتربح منه بعد بيعه في لفافات السجائر بخمسة جنيهات وعشرة أحيانا، فيكسب منه أضعافا مضاعفة، ويتم تهريب الإستروكس بطريقة ذكية لا تستطيع التكنولوجيا الحديثة كشفها».

رحلة «بعد أول نفس دُخان»
وبعد حصول محررة «فيتو» على تسجيلات صوتية وصور لاعترافات التاجر وكمية من المخدر سرعان ما أرسلتها لإحدى الجهات البحثية التي كشفت في تحليلها أن مخدر الإستروكس، يحتوي على مواد عشبية تسمى الأتروبين والهيوسين والهيوسيامين، وهذه المواد تسبب السيطرة التامة على الجهاز العصبي، وتؤدي إلى تخديره تماما، وتصيب متعاطيه باحمرار في الوجه واتساع في حدقة العين، وتبلغ ذروة تأثير مخدر الإستروكس على المتعاطي بزيادة الهلاوس السمعية والبصرية وقد يصل تأثيره إلى حد الموت في بعض الحالات.

الجريدة الرسمية