رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تطارد الصين


اهتم الرئيس الأمريكى ترامب أن يقول بأن الانسحاب الذي تنويه بلاده من معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، ليس سببه انتهاكات الروس لها فقط كما تدعى واشنطن، وإنما أيضا لأن الصين غير منضمة إلى هذه الاتفاقية.. وهذا ما قاله أيضا بولتون مستشار ترامب للأمن القومى للروس في موسكو التي زارها مؤخرا.


وهكذا ليس الخوف من تمدد النفوذ الروسى، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، بعد ضم جزيرة القرم فقط هو سبب التوتر السياسي العالمى الآن، وانتهاج أمريكا سياسات عدائية متنوعة، وإنما هناك أيضا الخوف من الصعود الصينى أيضا.. الصعود الاقتصادى والصعود السياسي وكذلك الصعود العسكري.. ولعل ذلك يفسر لماذا اعتبرت الإستراتيجية النووية الأمريكية الجديدة التي أقرها ترامب الصين قبل روسيا وقبل إيران عدوا رئيسيا لها.

أمريكا تدرك أن الصعود الصينى الاقتصادى يصحبه تمدد في النفوذ السياسي للصين أيضا، خاصة في آسيا وأفريقيا، ويقترن به أيضا صعود عسكري، أي زيادة القدرة العسكرية الصينية.. وهى تخشى أن تتعاون القوتان الروسية والصينية اللتان كانتا تتنافسان خلال فترة الحرب الباردة.. ولذلك تسعى إدارةً ترامب لتعطيل وكبح جماح هذا الصعود الصينى، مثلما تفعل مع التمدد الروسى..

ففى الوقت الذي فرضت عقوبات اقتصادية على الصين لأسباب اقتصادية، فإنها فرضت عقوبات أخرى اقتصادية لأسباب عسكرية، وتحديدا لتعاون الصين في السلاح مع الروس.

ولذلك نحن مقبلون على حرب باردة من نوع جديد، صار يستخدم السلاح الاقتصادى فيها بشكل أكبر.. أي إن هذه الحرب الباردة سوف تتضمن حربا تجارية دولية أيضا، مع سباق تسلح جديد، خاصة بعد أن قررت واشنطن إنتاج أسلحة نووية صغيرة تكتيكية للاستخدام في حروب الأسلحة التقليدية، وهو الخطر الفادح الذي يلوح في الأفق عالميا الآن.
الجريدة الرسمية