رئيس التحرير
عصام كامل

«الباقورة والغمر» خيبة أمل إسرائيلية بعد 25 عاما على اتفاق السلام

فيتو

في خطوة أصابت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بخيبة أمل حسبما وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلي، قرر الملك عبد الله بن الحسين، ملك الأردن، إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام الموقعة عام 1994 بين الأردن وإسرائيل.


صدمة إسرائيلية
صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، قالت إن الأوساط الإسرائيلية أصيبت بصدمة من القرار المخيب للآمال وتدرس كيفية الرد على الأردنيين، مشيرة إلى أن الخطوة تأتي في أعقاب الضغط من الشارع الأردني الأمر الذي جعل الملك عبد الله يلغي جزءًا من معاهدة السلام مع إسرائيل.

ولفتت إلى أنه في يوم الجمعة الماضية، تم تنظيم مظاهرة حاشدة لعشرات الآلاف من المتظاهرين، وطالب المتظاهرون بأن تعيد الحكومة الأردنية الأراضي إلى السيادة الأردنية، كما دعا المتظاهرون إلى إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وطرد السفير الإسرائيلي وإغلاق السفارة.

الصحيفة العبرية أضافت أن العاهل الأردني الملك عبد الله أعلن في خطوة دراماتيكية إلغاء جزء في معاهدة السلام بين البلدين، المتعلق بمنطقتي الباقورة والغمر، موضحة أن اتفاقية السلام مع الأردن حددت أنه يمكن للمملكة بعد مرور 25 عامًا على الاتفاقية أن تلغيها، والآن نحن أمام نهاية الـ 25 سنة من الاتفاق، لذلك لا يدور الحديث عن انتهاك للاتفاقية بل هو عدم تجديدها، ومع ذلك في إسرائيل يعتبر الإسرائيليون الخطوة الأردنية مخيبة للآمال، ويدرسون حاليًا كيفية التعامل مع هذه القضية.

منطقة الباقورة
منطقة الباقورة والتي يسميها الإسرائيليون "نهاريم" هي بلدة أردنية حدودية تقع شرق نهر الأردن ضمن لواء الأغوار الشمالية التابع لمحافظة إربد، تبلغ مساحتها نحو 6000 دونم، وتعد إحدى بنود النزاع بين الأردن وإسرائيل منذ عقود لوقوعها على الحدود، حيث وردت في الملحق الأول من اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن المعروفة باتفاقية "وادي عربة"، تحديدًا في القسم الثاني ب تحت اسم "منطقة الباقورة- نهاريم".

اعتبر نهر الأردن عقب تعيين الحدود بين شرق الأردن وفلسطين إبان الإنتداب البريطاني، حدا فاصلا بين القطرين، ونهر اليرموك فاصلا بين الأردن وسوريا، وأصبحت الباقورة وفقا لهذه الحدود جزءًا من الأردن، عقب حرب 1948، نزح العديد من الفلسطينيين إلى شرق نهر الأردن ومنهم من سكن الباقورة، وهؤلاء في معظمهم العاملين بالزراعة وتربية المواشي، لكن إسرائيل احتلت المنطقة الواقعة على الجانب الأردني عند ملتقى نهر اليرموك ونهر الأردن في غرب الباقورة عام 1950 وما زالت مسجلة على واقع الحال باسم بنحاس روتنبرج اليهودي الذي منحته بريطانيا في عام 1921 حق امتياز استغلال مياه نهري اليرموك والأردن لتوليد الطاقة الكهربائية لإنارة المدن الفلسطينية ولواء عجلون ضمن ما كان يُسمى مشروع روتنبرج.

وخلال التوقيع على اتفاقية وادي عربة في عام 1994، اتفق الجانبان الأردني والإسرائيلي في إطار معاهدة وادي عربة على استرداد الأردن لجزء من الباقورة بمساحة نحو 850 دونم، مقابل تنازله عن باقي المساحة لإسرائيل، في حين أن الأردن لا يمارس السيادة الفعلية حتى على المنطقة المستردة، والتي خضعت لنظام خاص يحق للإسرائيليين بموجبه التملّك والزيارة وبدخول شرطتهم إليها بسلاحها.

أهمية رمزية

وفي معرض الحديث عن غضب الإسرائيليين للخطوة، استرجعت الصحيفة العبرية الحادثة الشهيرة في تلك المنطقة والتي وقعت في عام 1997، مشيرة إلى أن هذه المنطقة لها أهمية رمزية بالنسبة لدولة الاحتلال بسبب تلك الحادث حينما قام الجندي أحمد الدقامسة - وهو جندي أردني كان يخدم في حراسة الحدود- بإطلاق النار على مجموعة فتيات إسرائيليات.

وأقدم الجندي الأردني على تلك الخطوة بسبب استهزاء الإسرائيليات به أثناء صلاته في المنطقة في 12 مارس 1997 فأطلق النار على العشرات منهن ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليات، وتمت محاكمته بالسجن المؤبد، رغم الرفض الشعبي للحكم.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقًا لإعلان الملك الأردني، فإن الخطوة قد تم اتخاذها في ضوء "الظروف الإقليمية الصعبة" ولم يوضح أكثر من ذلك، ونفى مسئول كبير في المملكة لصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن الخطوة من قبل الملك الأردني جاءت نتيجة للضغط من الفلسطينيين أو الدول العربية الأخرى.

وأضاف المسئول أن هذه أرض المملكة الأردنية وفي ضوء الواقع الإقليمي في السنوات الأخيرة، ليس من المناسب استئجار الأرض، وشدد المسئول الأردني على أن هذا لا يعد انتهاكا لاتفاق السلام، مؤكدًا أن الملك تصرف وفقًا للشروط الواردة في بنود اتفاق السلام الذي وقع قبل 25 عامًا.


تسوفار - الغمر
الصحيفة نوهت إلى أنه فيما يتعلق بالمنطقة التي تقع بالقرب من موشاف تسوفار "الغمر" هي عبارة عن 4000 دونم، تم احتلالها في عام 1967، ويرى الأردن أنها أرض زراعية خصبة غنية بالمياه الجوفية.

والغمر هي منطقة حدودية أردنية تقع ضمن محافظة العقبة جنوب البحر الميت، وتعتبر إحدى بنود النزاع الحدودي بين الأردن وإسرائيل، جاءت في الملحق الأول من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994 تحت اسم "منطقة الغمر- تسوفار".

الجريدة الرسمية