رئيس التحرير
عصام كامل

الأسرة.. كيف أصبحت النواة الأولى للكنيسة

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

ترى الكنيسة في الأسرة، أنها النواة الأولى للمجتمع، والكنيسة أيضا، لذا يعتبر الزواج من أسرار الكنيسة المقدسة، وهو ما يدفعها أن تهتم بالزوجين منذ فترة الخطوبة، وما قبل الخطوبة، حتى يتم التوافق بين اثنين روحيين، يتحملان مسئولية إنشاء بيت مسيحي روحي.


الأسرة من المنظور الكنسي هو الاتحاد بين اثنين، وإنما بين ثلاثة، وثالث الزوجين هو الله، وهو طرف ثالث في الزواج، لذلك عندما ينجب الزوجان ابنا، فإن هذا المولود الجديد يكون ابنا، للزوج، وابنًا للزوجة، وابنًا لله، الذي يوحد الزوجين بروحه القُدس، فيصيران واحدًا في الإيمان، وفي القلب والفكر، متعاونين في بيت واحد، وبهدف واحد.

ويقول بولس الرسول في رسالته إلى رومية "سلموا على بريسكلا وأكيلا.. والكنيسة التي في بيتهما" (رو16:5). وأيضًا قوله إلى أهل كولوسى "سلموا على الإخوة الذين في لاودكية، وعلى نمفاس وعلى الكنيسة التي في بيته" (كو15:4). وكذلك قوله لفليمون "الكنيسة التي في بيتك" (فل2).

ومن هنا نفهم أن بيت المسيحي، يجب أن يكون كنيسة، وإن كانت الكنيسة هي جماعة المؤمنين الذي يعبدون الله بالروح والحق، فبيت المسيحي هو إذن كنيسة بهذا المعنى. تخرج منه صلوات وتسابيح، وترتفع صلواته إلى الله كرائحة البخور.

ويقول قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الأسرة المسيحية هي أيقونة الكنيسة، تتكون من ثلاث هم "الله، الرجل، المرأة"، ويجب أن يكون اتحادهم قويا، إذ إن الخيط المثلوث لا ينقطع سريعا.

وأوضح أن الأسرة كي تصبح أيقونة يجب أن تصبح شاهدة للمسيح، ووحدة حب، حيث يأخذ الزوجان حب الله لهم ويتبادلانه سويا، قبل أن يمنحاه لأطفالهما، ليعيشوا الكيان الزيجي بشكل سليم.

وأشار إلى أن الأسر تولد بالكنيسة، كما أن كل شخص أولا ولد من المعمودية، وأخيرا لأننا نرسم بزيت الميرون كالأيقونات الموجود داخلها.

وبحسب الشماس نشأت نظمي فإن الأسرة هي نواة المجتمع والكنيسة، والأسرة المسيحية تقوم باتحاد الرجل والمرأة في سر الزيجة المقدس الذي يباركه السيد المسيح، وينمي المحبه فيه، ومن ثم يأتي الأولاد كثمرة لهذا الحب، ولكي ينمو الأطفال في بيئة أسرية صالحة يجب أن تنشأ الأسرة كجسد واحد في محبه وتناغم وتفاهم احترام وطاعة وشعور بالمسئولية ويعرف الآباء والأمهات أسس التربية وعلم النفس، ويتفقا على الأسلوب السليم في التربية والتفاهم والحوار بين أفراد الأسرة لنمو المحبه والإقناع الفكري.

الأسرة المسيحية مرتبطة بعضها ببعض ارتباطا شديدا، وهذا الإرتباط مصدره المسيح، فهم أعضاء في جسد واحد، يكملون بعضهم بعضًا، ويحتاجون إلى بعضهم بعضًا، ولذلك كانت المحبة والحوار هما أسلوب الترابط والتعامل ومواجهة كل ظروف الحياة التي يتعرضون لها.

والرب يسوع له المجد أعلى كرامة الزواج بكونه سرًا، أي علاقة محبته للكنيسة عروسة، وعلى ضوء هذه الحقيقة يسمع الأزواج بولس الرسول يدعوهم: “أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة”.
الجريدة الرسمية