رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كلود ليلوش.. 12 زيارة لإسرائيل ولقاء مع بن جوريون وترويج للهولوكوست

فيتو

أصدرت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، في دورته الـ 40، بيانًا صحفيًا للرد على الأزمة التي أثيرت عن تكريم المهرجان المخرج الفرنسي من أصل جزائري كلود ليلوش، المتهم بـ "الصهيونية" ودعم إسرائيل، بالدورة الجديدة من المهرجان، والتي تنعقد في الفترة من 20 حتى 29 نوفمبر المقبل.


وكانت ردود الأفعال على بيان إدارة المهرجان أكثر سخطا من بيان الإعلان عن تكريم المخرج الفرنسي نفسه وأكدت إدارة المهرجان اجتماع اللجنة الاستشارية بشكل عاجل لمناقشة الأزمة.

المثير في البيان هو تأكيد الإدارة أن اللجنة الاستشارية أطلعت على كل ما نُشر خلال الأيام الماضية من تصريحات أدلى بها ليلوش لصحف ووسائل إعلام إسرائيلية خلال منحه الدكتوراه الفخرية من إحدى الجامعات الإسرائيلية، وتمت ترجمتها لعدة لغات، ووجدت اللجنة أن كلها تأتي في نطاق المجاملات المعتادة من الفنانين عند زيارة أي دولة.. وهذه هي المشكلة الأولى في البيان، حيث لم يزر "ليلوش" إسرائيل مرة واحدة خلال تلقيه الدكتوراه الفخرية، بل زارها 12 مرة.

زيارات متكررة
ولم تكن زيارات كلود ليلوش خفية على أحد، بل كانت معلنة ومعروفة للجميع، أبرزها بالطبع الزيارة التي تحدث عنها الجميع في مارس عام 2016، عندما حضر فعاليات المهرجان الفرنسي للفيلم الذي ينظمه المعهد الفرنسي في تل أبيب، والذي أقيم في مدن "تل أبيب، حيفا، القدس، سديروت، حولون، هرتسليا"، حيث حضر عرض فيلمه "Un + Une" خلال المهرجان.

وخلال تلك الزيارة أكد ليلوش بشكل واضح وصريح في مقابلاته مع الصحف والمجلات أنه عاشق لدولة إسرائيل، وفي تصريحات نقلتها جريدة "جيزاليوم بوست"، واحدة من أهم الصحف الإسرائيلية، قال "إنني سعيد بالحضور إلى تل أبيب، وسعيد للغاية بكوني في إسرائيل، إنها بعيدة عن فرنسا ولكني كنت أشعر دائما بأنني قريب من هذا البلد، وقد زرت إسرائيل 10 مرات، وعندما أكون هنا أشعر أنني في وطني، هذا بلد أحبه كثيرا، ودائما ما تعجبني فكرة أن المرء هنا يعيش مصاعب ومخاطر حيث يتصارع الماضي والمستقبل مع الحاضر. ولكن التوتر وعدم الاستقرار يجعل التواصل الإنساني أقوى".

وأضاف في التصريحات التي نشرتها الصحيفة، وصحف أخرى كثيرة إسرائيلية وفرنسية، قائلاً: "إنني سعيد الحظ فقد كان والدي يهوديا من الجزائر، وكانت أمي مسيحية من نورماندي ولكنها اعتنقت اليهودية بسبب حبها الشديد لوالدي، وكنت في طفولتي أتردد على المعبد اليهودي والكنيسة، كانت أمي تأخذني إلى القساوسة ويأخذني أبي إلى الحاخامات، وقد نشأت ومعي هذه التناقضات ولكن أيضا التسامح"، وهو ما يؤكده في التصريحات التي ننشر صورة منها.


وفي نفس المناسبة أكد في تصريحات لمواقع أخرى فرنسية وإسرائيلية أنه يشعر بأنه في بيته عند زيارته لإسرائيل.


وكانت علاقة كلود ليلوش بإسرائيل وثيقة قبلها بسنوات، فقد زار ليلوش إسرائيل مرة أخرى في ديسمبر 2007 ليشهد افتتاح فيلمه هناك "Roman de gare"، وهو ما يوضح مدى قرب المخرج الفرنسي من الإسرائيليين وحرصه على عرض أفلامه هناك، حيث شارك في المؤتمر الأول لمنتجي الأفلام والمسلسلات في إسرائيل.
http://www.juif.org/culture-israel/33038،cinema-israel-france-film-claude-lelouch-a-tel-aviv-jerusalem-et.php

وخلال زيارته في تلك المرة لإسرائيل حضر المخرج الفرنسي ندوة نظمتها أكاديمية السينما الإسرائيلية، وأكد خلال الندوة أنه معجب بالسينما الإسرائيلية كونها ذات صبغة دولية.
http://www.juif.org/culture-israel/33177،le-cinema-israelien-a-le-vent-en-poupe-un-colloque-organise-ce.php

وقبلها بسنوات حضر مناسبات أخرى في إسرائيل منها افتتاح أفلام ومهرجانات، ولكن أبرزها كان في 17 نوفمبر عام 2005 لحصوله على الدكتوراه الفخرية من جامعة بن جوريون الإسرائيلية، وهو الأمر المثبت بالصور والأخبار التي نشرتها المواقع الإسرائيلية نفسها، حيث تم تكريم المخرج الفرنسي كواحد من أشهر المخرجين الذين ساهمت أفلامهم في تطوير إسرائيل.




خذ من الأدلة ما هو أكثر من ذلك، فالمخرج الفرنسي تحدث بنفسه عن إسرائيل في حوار مع "جيزاليوم بوست" في نوفمبر 2009، وأعاد موقع canalblog.com نشره عام 2014، وأكد أن الدولة العبرية أفضل بلد في العالم الذي نعيش فيه الآن.

ليلوش وبن جوريون
وخلال الحوار تحدث ليلوش عن علاقته بإسرائيل وقال، إنها زارها مرات كثيرة، وليست مرة واحدة، وأنه قابل بن جوريون لأنه كان لديه مشروع سينمائي هناك، واستقبله بن غوريون بلطف شديد ورحب به، حسبما أكد ليلوش بنفسه في الحوار، وأضاف متحدثًا عن بن جوريون بأنه لم يكن لديه وقت للذهاب للسينما طوال حياته، وعندما سأله عن بعض المعلومات العسكرية رفض الرد عليه بحجة أن أمن إسرائيل خط أحمر.

وعندما تحدث كلود ليلوش عن السلام في الحوار، أكد أنه مؤمن بالسلام تمامًا، وأنه تعرض للانتقادات بسبب تفاؤله في أفلامه، وبالنسبة للسلام في إسرائيل فهو متفائل جدًا، ولم يذكر خلال حواره كلمة فلسطين أو الفلسطينيين ولا مرة، بل أشار إلى الإسرائيليين والفلسطينيين بالطرفين المتنازعين، وقال إنه في اليوم الذي ستحدث فيه مصالحة ستكون حفلة عظيمة.

وخلال سؤال عن دولة إسرائيل نفسها تغزل المخرج الفرنسي فيها، ولم يكن الأمر مجرد كلمات في إطار المجاملات، كما أوضح بيان مهرجان القاهرة، فقد أكد أنها الدولة التي تشرح الوضع الذي نعيش فيه على مستوى العالم، مؤكدًا أنها دولة التناقضات والمفارقات وسكانها يعانون من عدم الأمان وهو ما جعل شعبها قويًا جدًا، مؤكدًا أن واحدة من نقاط القوة في هذه الدولة هي العائلة المترابطة، وأشاد المخرج الفرنسي بذكاء ودهاء اليهود الذين اخترعوا النقد، ولكنه قال إنه أحيانًا يحتاج لأن يقول لهم "توقفوا، فكيف تتمتعون بهذا الذكاء ولم تنجحوا في دفع عملية السلام طوال 60 عامًا".

معاداة السامية
في مقابلة أخرى مع cjnews.com تحدث كلود ليلوش عن معاداة السامية وأكد أنه نشأ عليها وعانى منها من العديد من الكارهين لليهود حوله، فقد نشأ لأب يهودي وأم مسيحية كاثوليكية تحولت إلى اليهودية بعد ذلك، مؤكدًا أن معاداة السامية أعطته القوة، مؤكدًا أن الشعب اليهودي كان دائمًا يتغذى على فكرة كراهية "معادي السامية" لهم ليكونوا أقوياء.

وبعدها تحدث عن مستقبل اليهود في فرنسا، مؤكدًا أنه يحب هذه الدولة ولن يغادرها، وأن مشكلة "معاداة السامية" ليست جديدة، وأنه منذ 2000 عام لم يتغير شئ فـالكره مستمر منذ ذلك الوقت، مؤكدًا كذلك أنه لن يتغير شئ في القرون القادمة، موضحًا أن اليهود سيتغذون دائمًا على فكرة رفض الآخرين لهم، وأن هذا الأمر سيكون مصدر قوتهم الرئيسية.

وخلال الحوار قام المحرر بسؤال ليلوش عن تصريح الدكتور أونوريس كوزا من جامعة بن جوريون، والذي قال فيه: إن كلود ليلوش مرتبط بشدة بإسرائيل حيث زارها مرات عديدة، وهو الأمر الذي شدد عليه المخرج الفرنسي وأضاف عليه أنه يحب إسرائيل بشدة واصفًا إياه بالبلد الصغير الرائع الذي يشبه مختبر بشري به العديد من الرجال والنساء مختلفي الثقافات والعقائد والأديان، مؤكدًا أنه عندما يسير في شوارع القدس يشعر بأنه في أفضل مكان في العالم.

ولكه خلال الحوار انتقد إسرائيل مؤكدًا أنه غير سعيد بعدم التوصل إلى سلام حقيقي حتى الآن، ولكنه أكد إيمانه على أنه في اليوم الذي سيحل فيه السلام على هذه المنطقة سيكون هناك إسرائيل غير التي نعرفها الآن، مؤكدًا أنه يصعب عليه فهم الموقف الإسرائيلي في هذا الشأن أكثر من صعوبة فهمه للتوراة.

الهولوكست والأعمال الفنية
لم ينته الأمر عند الحوارات والمقابلات والمؤتمرات والزيارات، فقد تأثر المخرج الفرنسي بيهوديته في أعماله الفنية، ووصل الأمر أحيانًا لاتهام بعض النقاد له بميله للصهيونية وإخلاصه لها تمامًا، وقد ظهر ذلك في العديد من أعماله الفنية التي ظهر فيها تأثر بنشأته اليهودية وميله للدفاع عن حقوق اليهود، والترويج لمذابح الهولوكوست.

ولعل أبرز تلك الأعمال فيلم "والآن حبيبتي" الذي عُرض عام 1974، وهو فيلم يشبه سيرة ذاتية لكلود ليلوش، ويتحدث خلال الفيلم عن علاقته القوية بدولة إسرائيل وزاد من إظهار مذابح الهولوكوست، حتى أن البعض انتقده بسبب ذلك الأمر وكأنه يعرض ذلك كتبرير لما يرتكبه الإسرائيليون من مجازر في حق الفلسطينيين الآن.

Advertisements
الجريدة الرسمية