رئيس التحرير
عصام كامل

تجربة محافظ مصري.. قبطي!


كل التوقعات كانت تشير إلى أن التجربة محكوم عليها بالفشل الذريع! محافظ مصري قبطي يعين في الصعيد الجواني وفي قنا بالذات التي سقطت منذ سنوات طويلة من اهتمام الدولة، وتخلفت حتى عن باقي محافظات الصعيد.. التي عانت الإهمال والتجاهل، غابت الدولة عن قنا، فأفسحت الطريق أمام الأعراف القبلية سواء كانت على حق.. أو باطل.


تلك هي المحافظة التي اختير لإدارتها عام ٢٠٠٦ مجدي أيوب، وكان الذين اختاروه لم يكن لديهم دراية بواقع المحافظة.

جاء أيوب إلى قنا بعد نقل عادل لبيب إلى البحيرة، ويحسب له أنه بذل جهودا جبارة لتغيير وجه المحافظة، لذلك تعلق به الناس، وحاول أيوب أن يدخل إلى قلوب أبناء المحافظة عن طريق الإشادة بمحافظهم السابق، والوعد أنه سيستكمل إنجازاته.

انطلق أيوب من العاصمة التي كان شملها اهتمام لبيب إلى باقي المدن والمراكز، يلتقي بالناس ويستمع إليهم، ويتخذ قرارات فورية للتخفيف من معاناتهم، ووفق في اختيار كتيبة من رؤساء المدن والقرى الذين تحمسوا لمشروعه في التطوير، الذي وضع خطته الشاملة واعتمد قاعدة الثواب والعقاب، وتعددت زياراته المفاجئة لمواقع الخدمات والمستشفيات والمدارس.

لم يهمل أيوب الجانب الثقافي.. فأقام العديد من المهرجانات لم تقتصر على العاصمة وحدها، وساعده عدد من المثقفين من أبناء المحافظة في مقدمتهم عبد الرحمن الأبنودي الذي كان وجوده في تلك المؤتمرات يجذب الآلاف من أبناء المحافظة، بل ومحافظات الصعيد الأخرى، وحرص على دعوة علماء مستنيرين في المناسبات الدينية، وأن يجلس بينهم في المساجد ليُقدمهم للمواطنين الذين أقبلوا على حضور تلك الندوات، كما أنه حرص على أن يكون محافظا لكل أبناء قنا..

بصرف النظر عن الانتماءات الدينية أو القبلية.

والسؤال.. ما الذي يستدعيني لاستعادة تلك الوقائع التي مر عليها سنوات وقد عايشتها وساندت المحافظ في تجربته، وحرصت على إنجاحه لإثبات أن أشد المحافظات معارضة للمحافظ المصري القبطي، ستُؤيده طالما نجح في التواصل مع الناس وتخفيف معاناتهم.. وهو ما راهن عليه أيوب.. وأنجزه، ويحسب للدولة أنها ساندته ولقي تشجيع بعض الوزراء الذين استجابوا لمطالب مواطني محافظته، وبذلك سقطت أسطورة أبناء محافظات الصعيد يرفضون المحافظ المصري القبطي.
الجريدة الرسمية