رئيس التحرير
عصام كامل

الوعي الحقيقي لا يصنعه التلقين!


بعد يناير ٢٠١١ تمكن الإخوان من السيطرة على البلاد من خلال انتخابات مجلسي الشعب والشورى وانتخابات الرئاسة لأنهم نجحوا في خداع عموم المصريين والتغرير بهم وإقناعهم أنهم يبغون مصلحتهم، أو كما كان يردد بعض المصريين سوف يراعون الله فيهم.. باختصار سيطر الإخوان حينما ساد الوطن وعيا زائفا لدى عموم المواطنين..


لكن بمرور الوقت وبعد أن بدأ يتكشف فساد واستبداد وفاشية الإخوان استرد كثير من المصريين وعيهم الحقيقي فانتفضوا في يونيو بعشرات الملايين يطالبون بالتخلص من حكم الإخوان الفاشي المستبد.

وساعد على ذلك إعلام كرس جهده في كشف حقيقة الإخوان والكشف عن وجههم القبيح للناس، بالمعلومات الصحيحة والحقائق الواضحة.. لم يتم ذلك بالتلقين أو ترديد وجهة نظر واحدة أو رأي واحد إنما من خلال النقاش الحر والمعلومات الصحيحة والوقائع السليمة.. أي تم التخلص من الوعي الزائف واسترداد الوعي الحقيقي عندما أصر الإعلام على أن يمارس دوره الحقيقي وبمهنية.. دور الباحث عن الحقيقة والكاشف عنها للناس بصدق.

فإن التلقين لا يصنع وعيا حقيقيا حتى ولو كان تلقينا صحيحا.. ما يصنع الوعي الحقيقي إعلام مهني يتسم بالكفاءة وحريص على مصداقيته ويتمتع بالحرية.. وإذا كنّا نحتاج لهذا الوعي الحقيقي الآن فإننا نحتاج بالقدر ذاته لهذا النوع من الإعلام المهني الحريص على مصداقيته الذي يتمتع بحريته.
الجريدة الرسمية