رئيس التحرير
عصام كامل

شبح البوار يخيم على الأراضي بعد تلوث مياه الري في دمياط

فيتو

لا تزال أزمة مياه الرى بدمياط خارج حسابات المسئولين، مساحات زراعية تقل قدرتها الإنتاجية عاما تلو الآخر، والسبب ضعف جودة المياه المستخدمة في الرى، والتي لا تصلح للكثير من الحاصلات الزراعية، كما فقد الفلاحون ثلث محاصيلهم جراء الأمراض التي تصيب زراعاتهم والناجمة عن المياه غير الصالحة للري.


الندوات بلاد دور
اكتفت مديرية الزراعة بدمياط بعقد الندوات الهادفة لنشر طرق الرى السليمة، وإمكانية استبدال بعض الحاصلات الزراعية لتتلائم مع المياه المستخدمة في الزراعة، لكن لم تكن تلك الندوات كافية لحل الأزمة، تواجهها مئات الأفدنة شبح التبوير أو زراعة حاصلات ربما لم تكن تربة دمياط صالحة لاستقبالها.

الجمعيات الزراعية
بدأت الجمعيات الزراعية بدمياط، تناول الأمر منذ سنوات عديدة، ومع تعاقب الحقب الوزارية المختلفة لم يشرع أحد وزراء الزراعة السابقين في تقديم جديد لتلك الأزمة، حتى عقد اجتماع موسع بالدكتورة منى حرز نائب وزير الزراعة التي أصدرت تعليمات بدراسة الوضع بمحافظة دمياط، وتحديد المناطق المتأثرة مع وضع آليات جديدة لإنقاذ المساحات الخضراء بدمياط، وظل الأمر مجرد تعليمات دون تنفيذ

الأكثر تأثرًا
يعد مركز كفر سعد أكثر المدن تأثرًا بتلك المياه، هجر الفلاحون زراعة الأرز بسبب إصابته المتكررة ببعض الأمراض نتيجة المياه المستخدمة في الرى، إضافةً إلى رداءة جودته والتي تؤثر سلبًا على سعر المحصول

ويأتى مركز كفر البطيخ من المناطق الأكثر تضررا، فبارت مساحات كبيرة بسبب عدم القدرة على الإنتاج، بحث أصحاب تلك الأراضي عن مشروعات مختلفة للكسب السريع وتعويض الخسائر غير أن ذلك لم يكن مجديًا لتظل الأزمة "محلك سر".

اللب بديلًا للأرز بدمياط
اتجه فلاحو منطقة المرابعين إلى زراعة اللب بديلًا لزراعة الأرز، ربما عززت قرارات منع زراعة الأرز ببعض المناطق هذا الاتجاه أيضًا، تحولت وجهة الجميع بدمياط إلى زراعة محصول اللب، حتى لو لم يحقق المكسب الذي يطمح إليه الفلاج ولكنه على الأقل وفر مساحات الأمان نظرًا لملائمة ظروف الرى لزراعته.

مياه الصرف الصناعى
لم تكتف المحافظة بمشاهدة صرف بحيرة المنزلة الذي ساعد على تآكل المساحات الخضراء بدمياط، لكنهم باتوا يشاهدون سيناريو آخر وهو مياه الصرف الصناعى الناتج عن المنطقة الحرة داخل ميناء دمياط، وعانت العديد من القرى وعلى رأسهم عزبة "6" بمركز كفر البطيخ من تلك المياه التي قضت على آمال الفلاحين في الحياة.

ومن جانبه أكد مجدى البسطويسى نقيب فلاحين دمياط، أن الأمر يشهد إهمالا مبالغًا فيه، موضحًا أن الفلاحين فكروا الآن في التوقف عن الزراعة بسبب تعدد الأزمات وعدم تقديم الحلول الجذرية لها، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة فشلت في تقديم العون لفلاحين دمياط في العديد من المناسبات

وأضاف أن الأمر الآن يحتاج لتدخل سريع من قبل الدولة مستهجنًا السلبية التي يتعامل بها مسئولو الزراعة مع تلك الملفات، مطالبا سرعة تدخل محافظ دمياط لوقف تلك المهازل وإنقاذ الفلاح.
الجريدة الرسمية