رئيس التحرير
عصام كامل

معاناة طفل فقد عينه سعيا وراء «لقمة العيش» (فيديو)

فيتو

لم يكن يتخيل الطفل عبد العزيز صاحب الاثني عشر ربيعا أن يكون ثمن تحمله المسئولية مع والده لمساعدة أسرته، فقد إحدى عينيه أثناء عمله، فقد اتجه الطفل إلى العمل في ظل ظروف معيشية صعبة.

أراد عبد العزيز، تلميذ الصف الخامس الابتدائي بمحافظة الشرقية مساعدة أبيه في تربية إخوته واستكمال تعليمه، فخرج للعمل مختارا مهنة الحدادة التي لا تلائم سنه وتعلم صنعة لمواجهة متطلبات الحياة عندما يكبر.. سارت الأمور معه على نحو هادئ إلى أن تعرض لإصابة عمل تسببت في انفصال الشبكية، وحينها صدق ظن والديه بأن ذلك العمل خطر على ابنهما الصغير.

"فيتو" التقت أسرة الطفل بمنزلها البسيط بقرية القطاوية التابعة لمركز أبو حماد والكائن بمنطقة المقابر والمكون من حجرة واحدة عبارة عن صالة مرفقة بحمام ومطبخ.. تكشف جوانب المنزل وأثاثه المتهالك عن حال الأسرة الفقيرة حيث يسكن الطفل الذي فقد إحدى عينيه سعيا وراء لقمة العيش حيث افترش والداه وشقيقه الأرض، وجلست الأم المكلومة تبكى حال نجلها وهو راقد على الأرض بجوارها.

يقول والد الطفل "ربيع محمد" 47 عاما عامل: في أغسطس الماضي فوجئت باتصال هاتفي من صاحب ورشة كان يعمل بها ابني بذات القرية وقال لي: تعال خد ابنك فيه بلية دخلت عينه، فأسرعت إليه ووجدت ابنى في حالة يرثي لها واصطحبته لمستشفى صيدناوى وطلبوا أشعة ثم تطهير العين المصابة وعمل عدة غرز داخلها.

وتابع: مسئول المستشفى طلب مني المجيء بعد 5 أيام لإجراء عملية على يد طبيب مختص وفعلت دون إجراء العملية لغياب الطبيب إلا أن الأخير بعد عدة أيام شدد على ضرورة إجرائها في مستشفى خاص يعمل به وبالفعل اتجهت برفقة ابنى للمستشفى وسددت المصاريف وهناك التقيت الطبيب الذي طلب منى إجراء أشعة أخرى إلا أننى فوجئت عقب عودتى إليه بأنه يرفض دخوله لغرفة العمليات وينصحنى بالذهاب إلى طبيب شهير في مدينة طنطا وهناك صدمت عندما فوجئت بأن الأطباء يرفضون إجراء عملية إصلاح الشبكية ونزع الجسم الغريب والذي ما زال متواجدا داخل عينه اليسرى حتى الآن بدون أسباب قائلا: حسبي الله ونعم الوكيل.. كل اللي أملكه صرفته على الأشعة واللف على المستشفيات.

وقاطعته زوجته ودموعها تذرف بقولها: والله ما بقينا عارفين نعمل ايه ولا نروح لمين.. أنا بموت كل يوم وأنا شايفة ابنى نايم النومة دى وبيتألم ومش قادرة أعمله حاجة وساب مدرسته من بداية السنة.. أنا آخر حاجة قالها لي قبل ما يروح الشغل أنا بقيت راجل يا أمى وعاوز أتعلم صنعة وأساعدكم وأجيب مصاريفي".

وناشدت الأسرة الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد ورجال الأعمال التدخل لإنقاذ نجلهم ومساعدتهم في علاجه قائلين "الحقنا يا ريس الأطباء بيهربوا من إجراء العملية لابننا ومش عارفين نعمل إيه".
الجريدة الرسمية