رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا تساعد منظمة إغاثية ألمانية يمينية لاجئين سوريين في لبنان؟

فيتو

جمعية ألمانية مقربة من حركة "الهوية" اليمنية تقدم مساعدات للاجئين سوريين في لبنان، ما الأهداف الحقيقية لهذه الجمعية وللحركة، هل هي فعلا مساعدة اللاجئين؟ موفدة DW إلى إحدى مخيمات اللاجئين في البقاع استطلعت الأمر.

معزز على وابنتها لامة فرزاد تجلسان في الظل، وأشعة الشمس تدخل عبر نافذة إلى الخيمة البيضاء، كلا السيدتين لاجئتان سوريتان مسلمتان حولتهما الحرب إلى أرملتين، لكن ذلك غير مهم بالنسبة إلى الألمان الذين يدفعون إيجار هذه الخيمة.

في شهر مايو الماضي ظهر ألمانيان في مخيم اللاجئين بسهل البقاع اللبناني، وكانا يرتديان قمصانا كُتب عليها "المساعدة في عين المكان" وقدما نفسيهما كمساعدين، "تحدثوا معنا فقط عن الحرب وصوروا خيمتنا"، تقول معزز التي لا تعرف من هما هذا الرجلان.



مساعدة مشروطة؟

كلا الألمانيين ينتميان إلى جمعية تُسمى "المساعدة البديلة" التي على ما يبدو تريد مساعدة نازحي الحروب في عين المكان. لكن هدفها الحقيقي هو وقف الهجرة إلى أوروبا، كلا الرجلين نيلز ألتميكس وسفين إنغيزر زارا نخيم اللاجئين كخبيرين في المنظمة، لكنهما أيضا عضوان في حركة "الهوية" اليمينية التي تتوسع في أوروبا، وهذه الحركة تصف نفسها أنها قومية وتنفي ارتباطها باليمين المتطرف، لكن هذا لا يمنعها من إعلان مناهضتهما للإسلام ودعم وقف استقبال اللاجئين المسلمين على مستوى أوروبا.

ويؤكد الموقع الإلكتروني للحركة أن أوروبا تواجه أزمة ديمغرافية، لأن "شعوبنا تتحول إلى أقلية من خلال نسب الولادة المتدنية وزيادة المجتمعات الموازية الإسلامية والهجرة الجماعية إلى بلداننا الأصلية".

وتسأل دويتشه فيله سفين إينغزر المسئول عن الموقع الإلكتروني لمنظمة "المساعدة البديلة" كيف يرى أن أوروبا "قارة مسيحية" وكيف أن تأثير اللاجئين يضرر بـ "الهوية المسيحية" لأوروبا؟ ويجيب على ذلك بأن "غالبية المهاجرين إلى أوروبا من أصل مسلم ويساهمون في أسلمة القارة. وفي الكثير من المدن الأوروبية الكبرى تحول الأوروبيون إلى أقلية. نحن نريد حماية هويتنا الإثنية والثقافية".

لكن جمعية "المساعدة البديلة" لم تخبر العائلات التي تقدم لها المساعدة عن هذه الأهداف. فخلال زيارة DW لمخيم اللاجئين قالت العائلات إنها لا تعرف شيئا عن نوايا الرجال الذين قدموا أنفسهم فقط كمساعدين. "لم يقولوا لنا بأنهم يريدون مساعدتنا لمنع اللاجئين السوريين أو المسلمين من التوجه إلى أوروبا"، تشرح لامة فرزاد. وتضيف والدتها معزز التي ترى وكأنها أهينت بذلك "السوريون غادروا وطنهم، لأن الحرب تسود في بلدهم، ليس هناك من يذهب عن طيب خاطر إلى المهجر".

وردا على اتهامات النساء يقول سفين إينغزر "لا أعرف مع أي عائلة تحدثتم. فقط قبل أسابيع زرنا العائلات وتحدثنا عن أهدافنا".



مساعدة قليلة واهتمام كبير

جمعية "المساعدة البديلة" تقدم الدعم لعشر عائلات في لبنان بقيمة 100 دولار للعائلة طوال ثلاثة أشهر. وهذه التحويلات تُعتبر كمساعدة خيرية ـ تبقى دون مستوى ما تحتاجه العائلات وملايين اللاجئين في لبنان أو منعهم من المغامرة والسفر إلى أوروبا.

وتعبر منظمات إغاثية أخرى عن شكوكها فيما إذا كانت جمعية "المساعدة البديلة" تريد في الحقيقة تقديم المساعدة. وإحدى هذه المنظمات هي Medico international، الألمانية التي تتعاون في لبنان مع شركاء محليين لمساعدة اللاجئين السوريين.

ومنسقها لشئون سوريا ولبنان، تيل كوستنر يشرح لـ DW بأن الفكرة الأساسية لجمعية "المساعدة البديلة" هو التأثير على الجدل السياسي في ألمانيا وتوجيهه أكثر نحو اليمين، ويقول إنها "تحاول الظهور كمجموعة ناشطة في عين المكان في لبنان. وهي تربط هذه المشاريع مع النشاط السياسي ضد الأجانب وسياسة الهجرة الحالية في ألمانيا وضد النظام الديمغرافي في ألمانيا بصفة عامة".

نادية رديني، ناشطة من سهل القاع تساعد جمعية "المساعدة البديلة" في انتقاء العائلات التي تحصل على التحويلات المالية. وتقول إن "الجمعية لم تسجل نجاحا في منع أحد من التوجه إلى أوروبا، لأنه ليس هناك عائلة واحدة عبرت عن هذه الرغبة". وتعتبر نادية أن الأهداف السياسية للجمعية ساذجة، ويعبر الناس عن غضبهم من أهدافها الحقيقية.

لكن صحيح أن 100 دولار قد لا تكون مبلغا كبيرا ومهما في ألمانيا، إلا أنها ذات قيمة بالنسبة إلى اللاجئين. فمعزز على تعاني من مشكلات مع العمود الفقري ولا يمكن لها العمل، فيما تعمل ابنتها لامة كعاملة زراعية، وتحصل مقابل العمل طوال اثنتي عشرة ساعة على سبعة دولارات فقط. وتشرح لامة عن المأزق الذي هي فيه وما تعانيه جراء ذلك بالقول "أعرف أنه يوجد عدد كبير من السوريين في ألمانيا، وربما لذلك لا تريد استقبالنا أيضا. لكنها حرب ضروس في سوريا وإذا أمكن يجب عليهم مساعدتنا. لكن ماذا سنفعل أنا وأمي في أوروبا؟ لا يوجد هناك شيء لنا". لكن يبدو أن المساعدة التي تحصل عليها هي وأمهما من جمعية "المساعدة البديلة" تفيدها أكثر مما تفيد الجمعية وحركة الهوية في تحقيق أهدافها الحقيقية.

أنشال فوهرا/ م.أ.م

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


Advertisements
الجريدة الرسمية