رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا هذا التراجع المخيف؟!


والسؤال: لماذا انتكس الإعلام، وفي القلب منه صحافتنا، وتراجع بعد عز ومجد كانا موضع فخر واعتزاز أيام أكتوبر 73، ولماذا انسحبت منه روح أكتوبر، فلم نجد له دورًا مماثلًا في حرب الدولة ضد الإرهاب والفساد والإهمال ومشكلة الزيادة السكانية؟! ثم ما تقوم به الدولة من ثورة حقيقية في إصلاح التعليم والصحة والمرافق من أجل بناء وتعمير مصر الجديدة.


قد يقول قائل: ألسنا اليوم نعيش ظروفًا مشابهة لما كنا فيه قبل 45 عامًا غداة العبور العظيم؟ أليست الدولة مضطرة لخوض حرب ضروس ضد أهل الشر والإرهاب وأخطبوط الفساد والإهمال، ألسنا نعاني ظروفًا اقتصادية مؤلمة فرضتها تداعيات أحداث يناير 2011، وما تبعها من القرارات الإصلاحية الصعبة، فلماذا تخلى إعلامنا عن روح أكتوبر المقاتلة المساندة للوطن المؤيدة للدولة؟!

إن أخطر ما نعيشه اليوم أننا نحارب على أكثر من جبهة، فثمة إرهاب يتخفى في سيناء، محاولًا تقويض دعائم الاستقرار، وثمة عدو خارجي وعدو من داخلنا من بني جلدتنا ومطلع على دخائلنا، وهو المتغير الأخطر في معادلة الصراع المفروض على مصر، والذي يجعل معركتها أشد خطرًا مما واجهناه صبيحة نكسة يونيو 1967، الأمر الذي يجعل الحاجة ماسة لدور فعال للصحافة والإعلام في معركة أساسها الفكر والوعي، ورأس الحربة فيها الإعلام والصحافة والرأي العام وتوجيه العقول.
الجريدة الرسمية