رئيس التحرير
عصام كامل

الأوقاف : 3 محاور لتجديد الخطاب الديني

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف

أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أننا دخلنا عمق تجديد الخطاب من خلال كتاب "الفهم المقاصدي للسنة النبوية" وهو المشروع الأول في هذا الإطار وأنه تم الاستعانة بـ 6 نماذج تطبيقية من الأحاديث النبوية واقترح بعض الشباب من الوزارة تطبيق ذلك على أحاديث البخاري ومسلم، شرط معرفة ظرف الحدث ومتغيراته.


وأوضح وزير الأوقاف في تصريح خاص لـ"فيتو" أن ضرورة وأهمية فهم المقاصد العامة للتشريع لأنها الميزان الدقيق الذي تنضبط به الفتوى ومسيرة تجديد الخطاب الديني، والمحافظة على مقصود الشرع.

أضاف : نحن في حاجة إلى قراءة مقاصدية عصرية تتواكب مع روح العصر ومستجداته، وضرورة فهم "الثابت والمتغير" مثل العبادات والصوم ومعظم ما يتصل بحياة الناس والحكم والمعاملات.

وأضاف "جمعة" كتاب" الفهم المقاصدي للسنة النبوية" يتناول بالشرح والتبسيط بعض الموضوعات والنماذج التطبيقية للقراءة العصرية للنص النبوي لإنارة الطريق أمام مزيد من الدراسات في هذا الاتجاه في إطار ضرورة التفكير وإعمال العقل عند قراءتنا للنصوص، وصحيح السنة المشرفة وثابتها مع التفريق بين النظر إلى النص وإلى ما كتب حوله من شروح أو حواش أو رؤى عامة أو خاصة، فلا نضفي على الشرح قداسة النص ولا نلبس المتغير ثوب الثوابت.

واستطرد قائلا: ومن الأمثلة اليسيرة للفهم المقاصدي قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك رب وضعت جنبي، وبك أرفعة، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"، والمراد ب داخلة الإزار أي طرفه، ويستحب أن ينفض الإنسان فراشه قبل أن يدخل فيه بطرف ثوبه حتى لا يصيبه أي مكروه، فلو وقفنا عند ظاهر النص فماذا يصنع من يلبس ثوبا يصعب الأخذ بطرفه وإماطة الأذى عن مكان النوم به كأن يرتدى لباسا عصريا لا يمكنه من ذلك، ولو أخذنا المقصد الأسمى وهو تنظيف مكان النوم والتأكد من خلوه مما يمكن أن يسبب للإنسان أي أذى من حشرة أو نحوها، لتأكدنا أن الإنسان يمكن أن يفعل ذلك بأى آلة تحقق المقصد وتفى بالغرض، فالعبرة ليست بإمساك طرف الثوب، وإنما بما يتحقق به نظافة المكان والتأكد من خلوه مما يمكن أن يسبب الأذى، بل إن ذلك قد يتحقق بمنفضة أو نحوها أكثر مما يتحقق بطرف الثوب، لكن النبي خاطب قومه بما هو من عاداتهم وبما هو متيسر في أيامه.

وقطعت وزارة الأوقاف شوطا كبيرا في التمهيد لعملية تصويب وتجديد الخطاب الديني بعد أن قطعت الطريق على تيارات الإسلام السياسي التي استغلت الإسلام في بشكل أساء للدين، وأعادت فرض سيطرتها على المنابر لتنتقل إلى عمق وصلب قضية التجديد.

وبدأ وزير الأوقاف مشوار التجديد من خلال تفنيد كتب تلك الجماعات والتيارات المتطرفة بكتاب "ضلالات الإرهابيين ودعاوى الجماعات المتطرفة" ثم الانتقال لمرحلة المقالات والدروس والندوات في المساجد الكبرى بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام لتهيئة المناخ العام حتى يتقبل الجمهور فكرة التجديد دفعة.
الجريدة الرسمية