رئيس التحرير
عصام كامل

«عبد الناصر» الزعيم.. وافتراءات الإخوان الإرهابيين


لم يكن جمال عبد الناصر -الذي تحل علينا الذكرى الثامنة والأربعون لوفاته اليوم 28 سبتمبر 1970 – مجرد رئيس في حياة مصر الخالدة، ولا حتى مجرد زعيم له بصمته على مصر التي لن تمحى، لكنه يعد حالة فريدة من حالات تأثير رجل في محيطه الداخلي والخارجي، واستلهام روحه لتكون بمثابة نبراس يهدي بعض الشعوب والأمم..


ففي حياة الأمم والشعوب والأجيال، أفراد يُواعدهم القدر، ويختصّهم دون غيرهم بمواقف وأدوار طليعية يسجّلها التاريخ الحضاري، بأحرف من نور وذهب، وتبقى وأصحابها على الدوام، منارة هداية وإشعاع واقتداء، لأفراد وأجيال الأمم والشعوب جمعاء.

وقد تمكن ذلك الزعيم في وقته من استئصال شأفة الإخوان الإرهابيين الذين بدأوا يكشرون عن أنيابهم للثورة ولمصر، ويقيمون علاقاتهم القوية مع الإنجليز أصحاب الفضل في إيجاد حسن البنا وتدريبه، ليكون عونا لهم على ضرب الوحدة المصرية بين عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين فنجح كثيرا في ذلك الدور، ودانت للإنجليز الجماعة بالطاعة والولاء..

دبروا اغتيال الزعيم عبد الناصر عندما وجدوه يكشف أطماعهم وعمالتهم وتجارتهم بالدين؛ مما اضطر عبد الناصر للتعامل بشدة وقوة مع هذه الجماعة، وطبعا صار الإخوان الإرهابيون يكرهون عبد الناصر كراهية شديدة، ويشيعون عنه الإشاعات المختلفة، فنجد في فترة حكم الإخوان الإرهابيين يؤكد الدكتور "محمود غزلان"، المتحدث باسم الجماعة الإرهابية وقتها، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نكل بالإسلاميين، ولم يرأف بالإخوان المسلمين، بل أصدر تعليمات بالقبض عليهم، وإيداعهم السجون لمجرد إحساسه بقوة هذه الجماعة الناشئة، حيث ذاقوا داخل المعتقلات أبشع أنواع التعذيب.

وأضاف غزلان: "أن أزمة عبد الناصر مع الجماعة تتلخص في أنه كان يكره الدين، وكل من يطالب بحكم الشريعة، وذلك لترسيخ الحكم الاستبدادي الفردي".

ومن منطلق الحقائق -لا أكثر ولا أقل- تلك التي يلوي عنقها الإخوان في صالحهم بأي طريقة، حتى لو كانت حقائق وثوابت دينية، المهم في النهاية مصالح الجماعة وقيادتها، والسلطة التي ينشدونها من بداية تأسيس تلك الجماعة، تلك السلطة التي من أجلها يتم التحالف مع أعداء مصر وأعداء الدين الإسلامي، ويتم التحالف مع الشيطان نفسه في سبيل السلطة التي يبتغيها قيادات الجماعة، ولتذهب مصر إلى الجحيم، ولن ننسى المقولة الشهيرة التي تعبر عن مكانة مصر لدى جماعة الإخوان المسلمين "طز في مصر واللي في مصر" كما صرح بها مرشد الجماعة مهدي عاكف.

المهم من الحقائق التي ينبغي ذكرها عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أنه هو من أمم قناة السويس من الاستعمار لصالح مصر، تلك التي حاولت الجماعة الإرهابية في فترة حكمها البغيض بجميع السبل بيعها أو تأجيرها لقطر، وبالتالي لإسرائيل، وإعادتها مرة ثانية تحت الاحتلال!

والزعيم جمال عبد الناصر هو من قام ببناء السد العالي الذي تعيش مصر على خيراته من أنواع كثيرة، وأخصها الكهرباء، والزعيم عبد الناصر هو من سن قانون الإصلاح الزراعي الذي بمقتضاه أعاد توزيع ثروات مصر من الأراضي الزراعية، حيث أعادت الدولة آلاف الأفدنة من طبقة الباشوات ومجتمع النصف في المائة، ليتم توزيعها بالتساوي على المزارعين البسطاء الذين كانوا عبيدا لدى هؤلاء البشوات والأثرياء، ليصبح هؤلاء الفقراء للمرة الأولى أصحاب أملاك يحيون بكرامتهم.

والزعيم جمال عبد الناصر هو من أمر ببناء آلاف المصانع التي بنيت في عهده ليعمل بها آلاف المصريين، ولتنهض مصر نهضة حقيقية من شخصية وطنية أحبت الوطن، ولم يقدم لمصر مشروعا وهميا كما فعل الإخوان الإرهابيون في فترتهم الكئيبة.

الزعيم عبد الناصر كان همه الأول خدمة المصريين جميعا من جميع طوائفهم دون أن يكرس مجهوده لأهله وعشيرته فقط، فقد كانت مصر أعز عنده من حياته، عاش من أجلها ومات في سبيل الله ثم سبيلها.

ولندع الزعيم جمال عبد الناصر بنفسه يرد على اتهامات الجماعة له، ويوضح دور الجماعة في مصر في وقته، وهذا ما وجدناه في خطاب مسجل له وموجود على شبكة الإنترنت حيث قال:

(في سنة 1954 كنا نتفاوض مع الإنجليز من أجل الجلاء عن مصر، وفي الوقت نفسه كان الإخوان المسلمون يعقدون اجتماعات سرية مع أعضاء السفارة البريطانية، وذكروا لهم في هذه الاجتماعات أنهم – أي الإخوان المسلمون – يستطيعون أن يستولوا على السلطة وأنهم يستطيعون أن يفعلوا في مصر وبمصر كل شيء، مما يؤكد أن الإخوان المسلمين كحزب لا يمثل أبدا الشعور الوطني الذي يشعر به المصريون..

والدليل على ذلك أن مرشد الجماعة – كما يذكر الزعيم في خطابه – عندما سُؤل، أيام كان عبد الناصر والمصريون يحاربون الإنجليز في قناة السويس، عن موقفه من تلك الحرب، أجاب أن الإخوان المسلمين دعوة واسعة، وقد تكون مصلحة المصريين في حرب القناة، بينما مصلحة الإخوان في الحرب في بلد آخر!!. مما يؤكد نظرة الإخوان لمصر، وحقيقة دعوى الإخوان التي هي كما ذكر الزعيم عبد الناصر كلها تضليل وتجارة بالدين على حساب المصريين).
الجريدة الرسمية