رئيس التحرير
عصام كامل

«السن 60 والفرحة سنين».. فوتوسيشن «الأصدقاء الخمسة» على شواطئ مطروح

فيتو

بينما كان المصور الشاب علي أحمد يجلس في شرفة غرفته بأحد العقارات المطلة على شاطئ الفيروز بمدينة مرسى مطروح، لفت انتباهه 5 أشخاص أعمارهم تتراوح بين الـ 60 و70 عاما، يجلسون على الشاطئ، ولاحظ عمق العلاقة التي تجمعهم، والبهجة التي لا تفارقهم من خلال الأنشطة والألعاب التي يمارسونها.


في المساء وخلال جلوسه على أحد الكافيهات لمشاهدة مباراة المنتخب المصري أمام فريق النيجر في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التقى علي بـ "الأصدقاء الخمسة" صدفة، ولم يفوت يومها الفرصة بعد أن عرض عليهم تصويرهم "فوتوسيشن" على البحر يستعيدون من خلاله ذكريات أيام الصبا، ويسترجعون أجمل المواقف التي عاشوها في شبابهم.

مع قدوم الصباح وقبل شروق الشمس كان الأصدقاء الخمسة على الشاطئ برفقة المصور الشاب وسط الطبيعة الساحرة والبحر الصافى، ساعات قليلة استعادوا فيها شريط حياتهم أمام أعينهم على طريقة "الفلاش باك"، لحظات من البهجة والمرح رصدتها العدسة لتخرج في النهاية الصور معلنة معنى وقيمة افتقدها كثيرون في زحام الحياة ومشكلاتها.

خلد شاطىء مرسي مطروح قصتهم وعلاقتهم القوية بتلك الصور، ذكرى جديدة انضمت لذكريات الأصدقاء معًا ليشاهدوها ويضحكون مع عائلتهم وأحفادهم.

الأصدقاء الخمسة من محافظة الإسكندرية بينهم ثلاثة أشقاء هم عادل ويوسف وحسن محمد عبد العزيز، واثنين أبناء شقيقة لهما هما حسن وحمدى محمد عبد الرزاق، جمعتهم معًا صلة الدم ورابطة الصداقة أيضًا، والأشقاء الثلاثة في العقد السادس من العمر، وأصغرهم جميعًا سنًا حمدى ويبلغ من العمر 58 عام.

"فرق السن بينا مش كبير حتى ولاد أختى بينادونا بأسمائنا"، قالها عادل بسعادة كبيرة وهو يصف تأثير تقارب العمر على عمق العلاقة على مدار سنوات طويلة، تشاركا خلالها لحظات لاتنسى.

بداية "الفوتوسيشن" جاءت صدفة، عندما شاهد المصور المجموعة معًا ولاحظ عمق العلاقة بينهم وتقاربهم في العمر وروح البهجة المسيطرة عليهم فاقترب منهم وطلب أن يلتقط لهم مجموعة من الصور على شاطئ البحر ولاقت الفكرة قبولًا وترحيبًا منهم: "كان يوم مباراة مصر والنيجر المصور عرض علينا الفكرة واتقابلنا قبل الزحمة وفضلنا مع بعض لحد الضهر بنتصور".

حركاتهم في "الفوتوسيشن" لم تأت من فراغ فهم في الأصل رياضيون، كما يؤكد عادل: "أنا لاعب كرة قدم سابق وحاليًا أعمل مدربا في نادي سموحة وعملت لفترة في الإمارات أيضًا كمدرب، وشقيقي يلعب ألعاب القوى والآخر يلعب الجمباز وألعاب القوى".

"يضحك عم عادل السبعيني وهو يحكى كواليس اليوم: "الحركات اللى في السيشن احنا اللى عاملينها، وأغلبها مستمدة من رياضة الجمباز ولها ذكريات خاصة بنا، وكنا زمان نلعب مع بعض كده ونعمل حركات تانية كمان صعبة وفى الميه بس دلوقتى كبرنا فعملنا اللى قدرنا عليه وكلها لها ذكريات جميلة معانا".

عادل أكد أن صداقته مع أشقائه وأبناء شقيقته ليست الصداقة الوحيدة بل يمتلك علاقات صداقة قوية أخرى تمتد لأكثر من 40 عاما، موضحًا أن القرب في العلاقات الأسرية والتعامل مع أفراد العائلة كأصدقاء قيمة هامة يفتقدها كثيرون".
قوة ومتانة العلاقة بين الأصدقاء الخمسة يرجعها محمود إلى التربية وإلى حرص والدته على تعميق علاقاتهم مع أصدقائهم: "والدتي كانت تحرص دائمًا على تجميع الأسرة وتعميق قيم الترابط والقرب والمودة وهو ما انعكس على علاقاتنا مع أصدقائنا ومع أقاربنا، وعندنا كمان أخ عنده فيلا في الساحل دايمًا نتجمع فيها وكلنا الحمد لله واقفين على رجلينا ومستوانا كويس".

"وأضاف:" اتبسطنا بعد اليوم وحسيت أن الصور بتوصل فعلًا رسالة حلوة أن العمر لحظات وان الشباب شباب الروح والذكريات الحلوة، وأنا ضد مقولة ليت الشباب يعود يومًا وأن الحياة بكل مراحلها تستحق أن يعيشها الإنسان بروح البهجة والتفاؤل ويتقرب لأحبائه وأصدقائه ولا يكف عن الاستمتاع بكل مرحلة من عمره".

المصور علي أحمد تحدث لـ"فيتو" عن "السيشن"، وقال إنه كان في مصيف بمطروح وشاهد المجموعة من شرفة حجرته وأعجب بشكلهم وعلاقتهم معًا وعمق الصداقة والبهجة التي لم تفارقهم طوال الوقت، ثم التقى بهم مرة ثانية في إحدى الكافيهات أثناء مشاهدة مباراة مصر الأخيرة أمام النيجر فعرض عليهم فكرة "السيشن" ورحبوا بها وبدأ التصوير في السادسة صباحًا:" في الأول كانوا مش واخدين عليا ولا واخدين راحتهم وبعدين بدءوا يفكوا"
يستعيد المصور الشاب تفاصيل "الفوتو سيشن" موضحًا أنه تفاجأ بحركاتهم المبهجة بعد أن طلب منهم القيام بحركات خاصة لها ذكرى بينهم في مرحلة الشباب: "هما اللى عملوا كل حاجة وحركاتهم كانت مفاجأة بالنسبة لى حتى أسماء الألعاب عندهم في إسكندرية مختلفة واتبسطوا جدًا إنهم لعبوا وجريوا مع بعض وفى الآخر قالوا لى رجعتنا شباب من تاني".
الجريدة الرسمية