«عرش الملوك».. أبرز قطعة أثاث شاركت بـ«فيرنكس دمياط» (صور)

افتتح، اليوم الجمعة، معرض «فيرنكس دمياط» للأثاث، بمحافظة دمياط، معروضات تمكنت من جذب انتباه الجميع، ونجح المعرض في جذب العديد من الزوار له، وعند قيامك بالتجول داخل المعرض تشعر كأنك داخل أحد المتاحف العالمية الشهيرة، تقف طويلًا لتتأمل كيف قام صناع الأثاث بنحت كل هذه التحف، أيضًا قد تصاب بالحيرة عند إقدامك على شراء أي من تلك المعروضات، فأنت أمام منتج يرضي كافة الأذواق، بل يجعل قرارك أصعب بعض الشيء.

ولكن بين تلك المعروضات كانت هناك تلك القطعة التي أجبرت كافة الزوار على الوقوف أمامها، بل التقاط الصور التذكارية معها أيضًا، كانت تلك أهم وأبرز لقطات جولتنا داخل المعرض، لفت انتباهنا حديث أحدهم عن «عرش الملوك»، بينما كانت هناك خطوات مسرعة من بعض الزوار متجهين إليه يتلهفون لالتقاط الصور بجانبه، وتوجهت عدسة "فيتو" لترصد قصة "عرش الملوك" أبرز المنتجات التي جاءت إلى "فيرنكس".

كرسى "عرش الملوك" تلك القطعة البالغ طولها 4 أمتار وعرضها مترا ونصف المتر، مشغولاتها اليدوية كانت سببًا آخر في جذب انتباه الموجودين، فهي تتحلى ببعض الرسومات التي صنعتها أيادي الدمايطة، يعتلي رأس هذا العرش تاج على هيئة النسر، بينما يتوسط قدميه جسم الطائر نفسه، فكرته تبدو كأنه طائر يخرج من جانبيه قطع على شكل أجنحة، تدخل في صناعتها فن النقش على الأخشاب.

"عرش الملوك" له قاعدتان إحداهما أصغر من الأخرى تلك التي امتلأت بالزخارف والمشغولات اليدوية الخلابة، ربما كانت تلك المواصفات وراء حرص الموجودين على زيارته، حتى أصبح حديث "فيرنكس" في أول أيامه.

"150 عاملا تدخلوا في صناعة تلك القطعة"، بهذا العبارة بدأ محمود بائع تلك القطعة حديثه لـ"فيتو"، لافتًا إلى أن المصنع يحتوي على 750 عاملا على مستوى عالٍ من الكفاءة، مشيرًا إلى أن الوقت الذي يستغرقه المصنع لصناعة تلك القطعة يتراوح ما بين 30 إلى 35 يومًا، لافتًا إلى أن تدخل حرفة النقش على الأخشاب هي ما تزيد من هذا الوقت.

استكمل حديثه ليظهر لنا كيف جاءت فكرته، فيقول: نمتلك صناعا مهرة في فن الرسم واستخراج تلك القوالب، مشيرًا إلى أن فكرة "عرش الملوك" جاءت عندما ذهب أحد أصحاب المصنع إلى روما فوجدهم يحتفلون بصناعة أول قطعة تشبه عرش "القيصر"، وهنا بدءوا في تصميم تلك القطعة.

واستطرد محمود حديثه قائلًا: "تفوقنا على إيطاليا وأصبح (عرش الملوك) أهم القطع التي نصدرها لروما"، لافتًا إلى أن فن الخزف على الأخشاب صبغة لن يقوم بها إلا الدمايطة فقط، وهنا سر التفوق.

قاطعنا أحدهم متسائلًا عن سعره وكيفية الحصول عليه، بينما استمر المشاركون وزوار المعرض في التقاط الصور التذكارية مع كرسى "عرش الملوك"، لتصبح تلك القطعة الأبرز بـ"فيرنكس دمياط".

عاد "محمود" إلينا مرة أخرى ليستكمل حديثه قائلًا سعر تلك القطعة يصل إلى 50 و60 ألف جنيه، موضحًا أن الخامات التي يحتوى عليها "عرش الملوك" تجعل قيمته أعلى من ذلك بكثير.

وعن الأسواق التي تصدر لها تلك القطعة حدثنا البائع قائلًا: دول الخليج واحدة من أهم الأسواق التي تتهافت على اقتناء تلك القطعة، ونعلم مدى قبولهم لها، ومشاركتنا بها بمعرض "فيرنكس" رسالة لكل المشاركين بأن دمياط وحدها تستطيع تغيير خارطة صناعة الأثاث بالعالم، إذا أُتيحت لها فرصة حقيقية للقيام بذلك.

ومن بين الزوار الذين توقفوا أمامه كانت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، وذلك أثناء قيامها بافتتاح فعاليات المعرض بالأمس، معلقة "دى تحفة فنية ومكانها الطبيعي متحف اللوفر"، مؤكدة أن أبناء دمياط يمتلكون أيدٍ عاملة ماهرة وعلى أعلى مستوى ولديهم القدرة على منافسة أبرز الأسواق في العالم.

لم تنتهِ جولتنا داخل "فيرنكس" أيضًا، ولم يتوقف الزوار عن التقاط الصور التذكارية بجوار "عرش الملوك".