رئيس التحرير
عصام كامل

مستشفى الشرطة.. قرار جريء


بكل تأكيد مصر تتغير، وأن هناك جهود في كل المجالات، تهدف إلى التغيير في كل المجالات، وفي كل القطاعات، والرئيس يولي اهتمام غير عادي لهذا الأمر، ووزارة الداخلية رغم أنها تحملت الكثير والكثير ومازالت تتحمل، وبدأت بنفسها فعملت على تطوير كل الإدارات وإعادة تدريب وتأهيل للضباط، واختيارات ناجحة للقيادات الفاعلة القادرة على استعادة الثقة بين الوزارة والمواطنين، كل هذه الأمور تؤكد أننا نسير على الطريق المستقيم نحو مستقبل أفضل، بل جاء القرار الجريء الخاص بفتح مستشفيات الشرطة لعلاج المواطنين بالمجان يوم الجمعة من كل أسبوع ليؤكد على هذا التواصل.


ومن هذا المنطلق أتساءل، لماذا لا يتم تعميم التجربة في باقي الوزارات والهيئات التي تمتلك مستشفيات وإدارات طبية، مثل وزارة النقل ومستشفى السكة الحديد ووزارة الزراعة ومستشفى الزراعيين ووزارة الكهرباء ومستشفى الكهرباء وجامعة عين شمس ومستشفى عين شمس التخصصي ومستشفى البنك الأهلي ومستشفى المقاولون العرب وغيرها من الهيئات، أعتقد لو تم تعميم فكرة وزارة الداخلية، يوم في كل مستشفى، ستحل مشكلات الصحة في مصر، خاصة أن المواطنين شركاء هذه الهيئات والوزارات، ولهم عليهم حقوق، الفكرة سهلة وبسيطة ولا تحتاج سوي قرار جريء من وزير جريء، كما فعل وزير الداخلية.

فمنذ زمن كنا نسير على سور مستشفيات الشرطة، وننتظر الصوت الجهوري من حراسها، وهم يقولون (امشي بعيد يا أستاذ ممنوع الاقتراب من المستشفى) ولو قدر لنا زيارة مريض من الأصدقاء في المستشفى نعاني كثيرا حتى يسمح لنا بالدخول، وإذ فجأة بقرار جريء من وزير جريء اسمه اللواء محمود توفيق، يسمح بعلاج المواطنين غير القادرين في مستشفيات الشرطة، والكشف المجاني عليهم، وهو الأمر الذي جعل البعض يحاول التشكيك في القرار ظنا منه أنه فقط شو إعلامي.

ولكن ساقتني الأقدار لاستبيان الحقيقة، ومعرفة هل سيطبق القرار أم أنه قرار مؤجل تطبيقه، وسرت ومعي العشرات من غير القادرين على سور المستشفى، ووصلنا إلى الباب ووجدنا ابتسامة عريضة وتعليمات بتسهيلات في الدخول، ومكتب اللواء طارق عزت مساعد أول الوزير للشئون الطبية، والعميد وليد محسن مدير مكتبه مفتوح لاستقبال الجميع، خاصة من لديه أي مشكلة أو استفسار وبابتسامة عريضة وهدوء ودفء من مساعد الوزير، وتم تقديم الخدمات للجميع، بل يصر المساعد على متابعة الحالات، خاصة الإنسانية.

وقد يصل الأمر إلى أن يرافق مدير مكتبه هذه الحالات لعيادات الكشف، وهو ما جعلني أتأكد أن القرار لم يكن للشو، بل هو قرار حقيقي يهدف لتخفيف الأعباء عن المواطنين، والذين اعتبروا أن يوم الجمعة من كل أسبوع عيد الغلابة للكشف والعلاج، خاصة أن مستشفيات الشرطة تعيش أزهى عصورها من حيث الإمكانيات ومستوى تقديم الخدمات، هناك دور جديد تلعبه الوزارة في بناء جسور الثقة بينها وبين المواطنين بعد ثورة 30 يونيو، والتأكيد على لحمة الشعب المصري، وأن الوزارة بأكملها ترسخ مبدأ "الشرطة في خدمة الشعب والشعب والشرطة في خدمة سيادة القانون".
الجريدة الرسمية