رئيس التحرير
عصام كامل

آن الأوان!


ألا تستدعي ظروفنا اليوم ضرورة الإسراع بتجديد الخطاب والفكر الديني وتطوير الرسالة الإعلامية لمجابهة الإرهاب؛ فأَخطر الأفكار تلك التي تتدثر برداء الدين وتكسب مساحة في عقول الشباب المغرر بهم، الذين هم وقود الجماعات المتطرفة في وجه الإنسانية جمعاء، التي أضرت بالدين أبلغ الضرر، وقد تسربت بين بعض شبابنا، لأنها ببساطة لم تجد من يتصدى لها ويخرج بأفكار بديلة جاذبة وأكثر استنارة وإقناعًا لهذا الشباب المغرر به من جانب جماعات التطرف والإرهاب التي تمتطي صهوة جواد المغالاة.


حاجتنا إلى الاجتهاد المستنير بضوابطه وأخلاقه لا تقل عن حاجتنا إلى إطعام البطون الجائعة.. كما أننا بحاجة إلى التوعية بضرورة التثبت في نقل الأخبار للآخرين وتحري الدقة في تداول المعلومات؛ فالشيطان يكمن في ترويج الشائعات.. والشائعات طريق الضلال وعَاقبتها الندم لا محالة؛ فتَرويجها لا يخدم سوى الإخوان وأعداء الوطن..

وقد آن الأوان للكف عن ترويج الشائعات المغرضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حتى لا نضر بأنفسنا ودولتنا واقتصادنا وهو ما ندفع فاتورته باهظة من مقدراتنا ومستقبل أجيالنا المقبلة.. آن الأوان أن تنهض كل مؤسسة من مؤسسات الدولة بدورها الأصيل في التنوير والتوعية لبناء وعي رشيد ورأي عام مستنير واستنهاض الهمم للنهوض بواجبات الوقت في إصلاح الأخلاق التي من دونها يصبح الحديث عن أي إصلاح ضربًا من العبث وإضاعة الوقت فيما لا يجدي فتيلًا..

ولنضع ما قاله صاحب نوبل أمام أعيننا دائمًا حيث ذهب إلى أننا نريد أمة من الأصحاء بدنًا وعقلًا وذوقًا وخلقًا وعقيدة كي تتاح لنا حضارة تحظى بتلك الصفات الإنسانية الرفيعة".

الجريدة الرسمية