رئيس التحرير
عصام كامل

معرض دمشق الدولي.. ومعركة إدلب!!


معرض دمشق الدولي هو أكبر ظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية تتم على الأرض العربية السورية منذ ما يزيد على ستة عقود، حيث انطلقت أول دورة للمعرض في العام 1954 وظلت تعقد سنويا وبشكل منتظم حتى بدأت الحرب الكونية على سورية في العام 2011، حيث توقفت الحياة مؤقتا وتفرغت الدولة العربية السورية لخوض المعركة على كامل الجغرافية السورية لمدة خمس سنوات كاملة توقفت خلالها فعاليات المعرض..


ومع انتصارات الجيش العربي السوري المدوية على الإرهاب العالمي ومحركيه وسيطرة الجيش العربي السوري على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية، كان القرار السياسي بعودة الحياة لطبيعتها، وبالتالي عودة المعرض للانعقاد باعتباره أقدم وأعرق المعارض الدولية في الشرق الأوسط.

وبالفعل عاد المعرض العام الماضي في دورته التاسعة والخمسين ليكون رسالة للعالم بإعلان الانتصار، وعلى الرغم من أن المعرض تتم فعالياته في قلب العاصمة دمشق، ولم يكن الجيش العربي السوري قد بدأ معركة تحرير الغوطة الشرقية في ريف دمشق فإن الإصرار على عودة المعرض من جديد يعني قدرة الدولة العربية السورية على حمايته وحماية ضيوفه الذين جاءوا من أماكن متفرقة من جميع أنحاء المعمورة..

وهي رسالة جديدة إضافية للعالم، وبالفعل انطلقت فعاليات المعرض بمشاركة 43 دولة منها 23 مشاركة رسمية لدول ما زالت علاقاتها قائمة مع الدولة السورية، و20 مشاركة لشركات قطعت دولها علاقاتها الرسمية بالدولة السورية، وهناك من فرضت دولهم عقوبات اقتصادية على الدولة السورية، وعلى الرغم من ذلك تمت مشاركتها عبر وكلائها السوريين وبعضها شارك بشكل مباشر، وحقق المعرض نجاحا منقطع النظير، حيث اندفعت الجماهير العربية السورية كالشلالات الهادرة نحو المعرض لتُرسل رسالة للعالم أن الحياة هنا مستمرة ولا يمكن أن تتوقف داخل أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.

ويأتي معرض دمشق هذا العام في دورته الستين بعد أن حقق الجيش العربي السوري انتصارات كبيرة على الإرهاب، حيث انتهت معركة الغوطة الشرقية، وتم تحرير ريف دمشق بالكامل، وأصبحت العاصمة دمشق آمنة تماما لاستقبال فعاليات المعرض وضيوف سورية الذين زادوا هذا العام عن العام الماضى، حيث تشارك 48 دولة و1700 شركة محلية وعربية ودولية، منها 23 مشاركة رسمية و25 مشاركة عبر شركات، وبمشاركة 100 رجل أعمال في الملتقى الاقتصادي لرجال الأعمال السوريين والروس الذي سيقام على هامش المعرض وسيناقش من خلاله بعض البرامج الخاصة بإعادة الإعمار.

وبإلقاء نظرة سريعة على حجم المشاركات في معرض دمشق الدولي في دوراته السابقة على بدأ الحرب الكونية على سورية في العام 2011 يمكننا التأكيد على أن الحياة قد عادت من جديد إلى طبيعتها على الأرض العربية السورية، فقد شاركت 45 دولة في الدورة الرابعة والخمسين عام 2007، وشاركت 50 دولة في الدورة الخامسة والخمسين عام 2008، وشاركت 48 دولة في الدورة السادسة والخمسين عام 2009، وشاركت 45 دولة في الدورة السابعة والخمسين عام 2010..

ومع بدأ الحرب في عام 2011 انخفضت المشاركة بشكل حاد حيث شاركت 22 دولة في الدورة الثامنة والخمسين التي انقطع بعدها المعرض عن الانعقاد، وبالعودة هذا العام لانعقاد المعرض بعدد 48 دولة فهو المعدل الطبيعي في السنوات السابقة على الحرب، وهو رسالة جديدة للعالم بانتصار سورية في حربها الكونية على الإرهاب ومشغليه.

ويأتي المعرض هذا العام وسورية تستعد لخوض معركتها الأخيرة مع الإرهاب ومشغليه على الأرض السورية، وهي معركة إدلب، وكما حدث في كل معارك التحرير السابقة من تهديدات الأصيل في هذه الحرب، وهو العدو الأمريكي سواء عبر المنظمات الدولية أو عبر وسائل الإعلام بأن الجيش العربي السوري سوف يستخدم الكيماوي ضد المدنيين، تلك الحجة السخيفة التي دائما ما تطلق قبل كل معركة تحرير كبرى..

وأن المنطقة التي يسعى الجيش العربي السوري لتحريرها تحترق ويجب التحرك الدولي لوقف تحركات الجيش العربي السوري وحلفائه وإلا ستكون هناك ضربة أمريكية محتملة، ورغم التهديد بالعدوان أحيانا وممارسته بشكل محدود وخاطف في أحيان أخرى إلا أن هذا لا يثني الجيش العربي السوري عن هدفه، وكما قالها الرئيس البطل بشار الأسد منذ بداية الأزمة "إننا نخوض هذه الحرب على مستويين، الأول هو الميداني والثاني هو السياسي".

وعلى المستوى الميداني لم ولن يتراجع الجيش العربي السوري عن تحرير كامل التراب الوطنى المحتل سواء من الوكلاء الإرهابيين أو مشغليهم وعلى رأسهم العدو الأمريكي، وعلى المستوى السياسي يدير الرئيس الأسد المعركة بحنكة ومهارة جراح العيون ويرسل مندوب بلاده للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدكتور بشار الجعفري، ليفند ادعاءاتهم ويجهض مخططاتهم بالحجة الدامغة فيفضحهم أمام الرأي العام العالمي..

وهكذا سورية تنتصر على المستويين الميداني والسياسي، وكما حققت الانتصار في كل معاركها السابقة وعادت من جديد لفرض سيطرتها على غالبية الجغرافيا العربية السورية، فإنها ستخوض معركتها الأخيرة في إدلب لتحريرها من الوكلاء الإرهابيين وسوف يضطر العدو الأمريكي صاغرا أن ينسحب من الشمال الشرقى لسورية هو تابعه التركي، وسيأتي معرض دمشق العام المقبل وسورية محررة بالكامل ومنتصرة في واحدة من أشرس معاركها في التاريخ، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
الجريدة الرسمية