رئيس التحرير
عصام كامل

إخوان الشياطين ومغزى الشائعات


كعادة الجماعة الإرهابية تحاول يوميا دون كلل أو ملل السيطرة على الشعب المصري، ودفعه لطريق سبق وسلكه وعاد منه محطما مهزوما وهو طريق الثورة دون وعي ودون تقدير عواقب، ولمصلحة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية؛ ليعيش الإسرائيليون آمنين مطمئنين بعد تدمير كل القوى المعادية مثل العراق وسوريا والدور على مصر، فحاولوا ذلك بعد 25 يناير عبر مساعدة الإخوان الإرهابيين للوصول إلى حكم مصر لتحطيمها وتمزيقها وتركيعها..


لكن الشعب الأبي خرج وناضل في ثورة 30 يونيو حتى استرد حقه وطرد الجماعة الإرهابية، وطبعا المخابرات الأمريكية والإسرائيلية التي تمسك بزمام أمورهم لن تفقد الأمل فيهم، وستظل تلعب بورقتهم إلى أن يفنيهم الله سبحانه وتعالى، وبالتالي رأت هذه المخابرات أن مصر تنهض وتقوى وتقوم بمشروعات عملاقة على كافة الأصعدة، وفي كل المجالات، من بناء مدن وعاصمة جديدة، وتعظيم شبكة الكهرباء والطرق، وإطلاق مشروع التأمين الصحي، والنجاح في السيطرة على فيروس سي، كل ذلك مع تسليح الجيش بأفضل الأسلحة المتطورة على مستوى العالم ومن كل البلدان المتطورة وليس من أمريكا فقط، مما صنف الجيش المصري في المركز العاشر على مستوى الجيوش العالمية..

هذا غير التنمية في سيناء وكل ربوع الوطن بالزراعة والصوب والمزارع السمكية الحديثة والحيوانية، مع قناة السويس الجديدة، ومشروعات الغاز العملاقة المبشرة بحياة رغدة إلخ، وكل ذلك في وقت تحارب مصر فيه إرهاب الإخوان في سيناء ومن خلفهم من مخابرات أمريكا وإسرائيل والأذناب من قطر وتركيا.

طبعا كل ذلك يثير جنون إسرائيل والمخابرات الأمريكية، فتلجأ لورقتها المحروقة، وتركب دابتها المشهورة بالإخوان الإرهابيين، فتطلب منهم تكثيف جهودهم عبر لجانهم الإلكترونية لاستخدام سلاح الشائعات المعتاد، والذي سبق استخدامه بنجاح قبل عملية 25 يناير، حيث وقتها تم إشاعة الكثير من الأخبار المفبركة عن حجم ثروات الرئيس الأسبق حسني مبارك، والحالة الاقتصادية والاجتماعية من أجل إثارة الشعور العام؛ مما استلزم نزول الناس للتظاهر، ثم إخضاع البلاد لحكم الفاشية الإرهابية، وهو ما يحاولون تكراره حاليا.

ففي الآونة الأخيرة خرجت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي من مواقع مدعومة من جماعة الإخوان الإرهابية، هدفها تقليب الفتن داخل المجتمع المصري، وإثارة الشبهات حول أفراد الحكومة والشرطة لاستقطاب وتأليب الشباب ضد الدولة.. وقد بلغ عدد الشائعات في الثلاثة أشهر الماضية 21 ألف شائعة استهدفت مصر، ليس من الضروري أن تكون قد سمعتها كلها، ولكن جهازا سريا للشائعات أطلقه الإخوان على الإنترنت يزحف تماما كقرية من "النمل" على مواقع التواصل الاجتماعي ليجعل في كل ركن من أركانها مطلا للشائعات الكاذبة.

ومن هذه الشائعات استغلال حادث فردي في العام الماضي وتصويره على أنه حدث هذه الأيام، حيث يتردد على مواقع التواصل الاجتماعي أن ضابط شرطة اعتدى على سيدة وأبنائها في الشرقية، وأن السيدة حررت له محضرا ويضخمون من ذلك الحدث وينقلونه على أنه حدث اليوم، ويزيدون فيه ويصورن الضابط على أنه وحش آدمي، والسيدة على أنها قمة الملائكية، رغم أن تلك الحادثة قد نشرها موقع الحرية والعدالة الخاص بالجماعة الإرهابية في شهر أغسطس من العام الماضي، لكنه الاستغلال الأمثل للشائعات والمزايدات.

ولأن ماكينة شائعات الإخوان الإرهابيين لا تتوقف فقد تلقفت حادثة عادية جدا عن قيام مزارع بقتل طفليه في ظروف شيطانية لعبت فيها المخدرات دورها، ولعب الشيطان الدور الرئيس فيها، وتكررت كثيرا في جميع دول العالم، وبمجرد أن تكتب "أب يقتل ولديه" على جوجل ستخرج لك آلاف الحوادث المشابهة، لكنه الإعلام والميديا الإخوانية..

ورغم أن المزارع قد اعترف بجريمته وبررها، لكن طبعا فرصة للإرهابيين من الإخوان للتدخل وإظهار الجريمة على أن ذلك المزارع لم يقتل طفليه، وإنما تم قتلهما من قبل عصابة لتجارة الآثار بسبب أن المزارع استولى على قطعة آثار منهم، وأن وراء هذه العصابة شخصية أمنية كبيرة اضطرت المزارع للاعتراف على نفسه حتى لا يورط تلك الشخصية وغيرها..

لكن خاب مسعاهم إذ رصدت الكاميرات ذلك المزارع وهو في طريقه لقتل طفليه، كما أن ثبات ذلك المزارع في الاعتراف يكشف عن نفسية إجرامية لم تتأثر بما حدث لطفليه، فلو كان مضغوطا عليه لاعترف وهو يبكي وليس بتفنن في إخراج الكلمات بثبات عجيب، ولماذا سيخفي أمره ويحمي من خلفه رغم أنه من المفترض أن أعز شيء في الحياة له قد ذهب فلن تفرق معه الحياة بعدها؟

لكنها الحملة الإخوانية المنتشرة على الإنترنت، فنجد معلما ينتسب لما يسمى رابطة معلمي مصر يذكر أنهم نازلون الميدان يوم الجمعة 31 أغسطس 2018 للمطالبة بحق المعلم ودعم معصوم مرزوق !! أليس هذا إخواني متروك يفسد في الأرض بدعواته الشيطانية؟

وتجد آخر يؤجج مشاعر المعلمين قبل العام الدراسي فيذكر أن وزير التعليم قرر إلغاء مكافأة الامتحانات الخاصة بالمعلمين.. وهناك أشخاص يسبون الدولة ورموزها بأقذر الألفاظ في مواقع الفيس المختلفة، ورغم ذلك لا يجدون من يحاسبهم مما يزيد من انتشار عمل ماكينة الشائعات الإخوانية.
الجريدة الرسمية