رئيس التحرير
عصام كامل

فتاة «التجمع» وتجريس الآخر


هل أحسنت فتاة التجمع العمل عندما قامت بنشر فيديو التحرش اللفظي الخاص بها؟ وهل ارتدع المتحرشون؟ وهل يحذو بنات حواء حذوها ويقمن بتصوير وفضح المتحرشين وتشريدهم؟ وهل هذا السلوك يبدو عمليا وواقعيا؟ وماذا ستكون صورة هؤلاء المتحرشين في أعين أقربائهم وذويهم؟ هل نكتفي بنشر هذه الفيديوهات للفضح والتشريد والتنكيل بالخصوم؟ وماذا لو صارت هذه الفيديوهات أسلحة فتاكة لابتزاز الضحايا؟ وأين دولة القانون من كل هذا؟


كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير دار في ذهني، وأنا أتابع فيديو التحرش وصاحبته وصاحبه، والحالة الإعلامية التي صاحبته، ولا أدري لماذا استدعت ذاكرتي فيلم الراحل العظيم فؤاد المهندس أرض الخوف، ومشهد الميت الذي انفض الناس عنه وعن تشييع جنازته بعد تناولهم حبوب الصراحة التي تم وضعها لهم، ووجدتني أتخيل كل فتاة وامرأة يتم مغازلتها بالشارع تخرج هذا السلاح الفتاك (الفيديوهات طبعا) لتشير إلى كل من يحاول المس بها..

ووجدتني أعرف كثيرا من هؤلاء الرجال الذين تم تجريسهم وفضحهم على شبكات التواصل الاجتماعي، بل وتخيلت أنني واحد من هؤلاء ممن اضطرتهم الظروف لمجاملة رقيقة أو فعل غير مقصود صرت بسببه مطلوبا ومطاردا للرد عليه في وسائل الإعلام، بعد أن نشرته إحداهن (خلسة طبعا) ووجدتني مدانا من أطراف المجتمع، مع أني وغيري ليس لنا أي ذنب في ذلك إلا أنه حظي التعس الذي أوقعني في مثل هؤلاء اللاتي يتصنعن المقالب أو لا تعجبهن تصرفات بعض الأشخاص إذ يتوجس منهن خيفة حتى ولوكان أحدهما يحاول (الهرش في قفاه)!
الجريدة الرسمية