رئيس التحرير
عصام كامل

من القبول إلى الرفض.. قوانين الرهبنة في الكنيسة الكاثوليكية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عرفت الحياة الرهبانية، بالعزلة عن العالم، ومزيد من التقرب إلى الله، بغية ملاقاته بعيدا عن أعين الناس، للرهبنة قوانينها، في كل الكنائس، وإن كانت هناك أرضية مشتركة، هي اتباع السيد المسيح المعلم ومثال القداسة.


الرهبنة في الكنيسة الكاثوليكية لها قواعدها وقوانينها، التي يفصلها الأب هاني باخوم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية في الآتي..

الشخصية القانونية
دير المتوحّدين واتحـاد أديـرتـهم والمنـظّمة والجـمعيّة الرهبانيّة وأقاليمها وأديرتها المقامة على وجه شرعي، هي أشخاص اعتباريّة بحكم القانون. أمّا صلاحيتها لاكتساب الأموال وتملّكها وإدارتها وتمليكها، فلدستور الدير أو اللائحة الداخليّة أن ينفياها أو يقلّصاها. ويـجـب أن تـُحـَدّد في دستـور الديـر أو اللائـحة الداخـليـّة قـواعـد لاستخدام الأموال وإدارتها، لتعزيز (روح) الفقر والتعبير عنه وحمايته.

أموال المؤسّـسات الرهبانـيّة تحكمها القوانين 1007 1054، ما لم يستدرك الشرع العام أو يتّضح من طبيعة الأمر غير ذلك.

الرهبان والإكليروس
الرهبان، جـماعـات وأفراد، مُلزَمون بالواجبات التي يفرضها الشرع العامّ على الإكليروس، ما لم يستدرك الشرع أو يتّضح من طبيعة الأمر غير ذلك.
الـراهـب ذو النذور الدائـمة ينتمي كإكليريكي إلى إحدى المؤسّسات الرهبانيّة برسامته شمّاسا إنجيليّا، أمّا في حالة الإكليريكي المنتمي أصلا إلى إيبارشيّة ما، فبأدائه النذر الدائم.

لا يجـوز أن يُـمنح الرهبان ألقابا فخريّة بحتة لرتب أو وظائف، ما لم يسمح بذلك دستور الدير أو اللائحة الداخليّة، بالنسبة إلى ألقاب وظائف رؤساء كبار سبق ومارسها الرهبان.

الراهب الذي يصبح بطريركا أو أسقفا أو إكسرخوسا: يبقى مرتبطا بالنذور ويظلّ ملتزما بسائر الواجبات المتعلّقة بالنذر الرهباني، ما عدا التي يرى بحكمته أنّها لا تتّفق ورتبتَه؛ ولا حقّ له في أن يَنتخب أو يُنتخَب في ديره أو منظّمته أو جمعيّته الرهبانيّة؛ ويُعصم من سلطان رؤسائه، ويظلّ خاضعا بحكم نذر الطاعة للحبر الروماني وحده؛

أمّا عند انقضاء مهمّّته، فإن عاد إلى ديره أو منظّمته أو جمعيّته الرهبانيّة، يمكن أن يكون له الحقّ في أن يَنتخب أو يُنتخَب، إذا سمح دستور الدير أو اللائحة الداخليّة بذلك.


القبول في دير المتوحّدين المستقلّ والابتداء:
لقبول أحد في دير المتوحّدين المستقلّ، يجب أن يكون مدفـوعا بنيّة حسنة وجديرا باعتناق حياة المتوحّدين، ولا يمنعه أيّ مانع قرّره الشرع. فيّقيـم في ديـر المتوحّدين مدّة محدّدة في دستور الدير، تحت رعاية خاصّّة من قِبَل راهب ذي اعتبار.

لا يـُقبل على وجه صحيح للابتداء: غير الكاثوليك؛ الذين أوقِعت عليهم عقوبة قانونية، ما عدا المذكورة في القانون 1426 البند 1، وهي عقوبات يقتضي فيها القيام بأعمال دينية أو أعمال عبادة كالصلاة أو الصوم؛ المهدّدون بعقوبة جسيمة لجريمة اتـُهموا بها على وجه شرعي؛ الذين لم يُتمّوا بعد الثامنة عشرة من العمر، ما لم يتعلّق الأمر بدير متوحّدين يؤدّى فيه نذر مؤقت؛ وفي هذه الحال تكفي السابعة عشرة من العمر؛ الذين يدخلون دير المتوحّدين بإكراه أو خوف شديد أو خدعة، أو الذين يقبلهم الرئيس مدفوعا بالطريقة نفسها؛ المتزوّجون ما دام الزواج قائما؛ المقيّدون بنذر رهباني أو بأي رباط مقدّس آخر، في مؤسّسة حياة مكرّسة، ما لم يتعلّق الأمر بانتقال مشروع.

لا يجـوز لأحد أن يـُقبل للابتداء في دير متوحّديـن خاصّ بكنيسة أخرى متمتّعة بحكم ذاتي، بدون ترخيص من الكرسي الرسولي، ما لم يتعلّق الأمر بمرشّح مهيّـأ لدير متوحّدين تابع ومن كنيسته.

لا يمكن قبول الإكليريكيّين المنتمين لإيبارشية ما، للابتداء على وجه جائز إلاّ بعد استشارة أسقفهم الإيبارشي؛ ولا قبولهم على وجه جائز إذا اعترض الأسقف الإيبارشي لكون مغادرتهم تسبّب ضررا جسيما للنفوس، يستحيل تفاديه بطريقة أخرى، أو إذا تعلّق الأمر بأشخاصّ مهيئين للدرجات المقدّسة في دير المتوحّدين، يمنعهم مانع محدّد في الشرع.

وكذلك لا يجوز أن يُقبل في دير المتوحّديـن الوالدون الذين لا بدّ من عملهم لإعالة أبنائهم وتربيتهم، ولا الأبناء الواجب عليهم مساعدة الأب أو الأم أو الجدّ أو الجدّة الذين يعانون من ظروف قاسية، ما لم يكن دير المتوحّدين قد دبّر الأمر بطريقة أخرى.

يبدأ الابتداء بارتداء الثوب الرهباني أو بأيّ طريقة أخرى محدّدة في دستور الدير.
ليتمّ الابتداء على وجه صحيح يجب أن يُنجز في مدّة ثلاث سنوات كاملة ومتّصلة؛ أمّا في أديرة المتوحّدين حيث النذر المؤقت يسبق النذر الدائم، فتكفي سنة ابتداء واحدة.

للمبتدئ مطلق الحرّية في أن يتـرك دير المتـوحّديـن المستقلّ كما للرئيس أو المجمع أن يفصله لسبب صوابي وفقا لدستور الدير. عند انقضاء الابتداء، إذا وُجد المبتدئ جديرا يُـقبل لـلنذر الرهباني، وإلاّ فيُفصل؛ أمّا إذا استمرّ الشكّ في جدارته فيُمكن مدّ زمن الابتداء وفقا لدستور الدير، لكن لا لأكثر من سنة.

فصل الرهبان المتوحّدين:
يُعتبر بـحكم القانون مفصولا عن دير المتوحّدين الراهب الذي: جحد الإيمان الكاثوليكي علنا؛ احتفل بالزواج أو حاول (الزواج) ولو مدنيّا فقط. 

في هذه الأحوال على رئيس دير المتوحّدين المسـتقلّ، بعد اسـتشـارة مجلسه بلا تأخير وبعد جمع الادلّة، أن يُعلن الأمر الواقع ليَثبت الفصل على وجه شرعي، ويُعلِم بأقرب وقت السلطة الخاضع لها دير المتوحّدين بطريقة مباشرة. 

بـوسع رئيس دير المتوحّدين المستقلّ بـرضى مجلسه، أن يطرد فورا من الدير الراهب الذي يتسبّب على وجه وشيك وبالغ الخطورة في عثرة علنية أو ضرر لدير المتوحّدين، بعد أن ينزع عنه الثوب الرهباني. 

على رئيس دير المتوحّدين المستـقلّ، إذا اقتضى الأمر، أن يُـعنى برفع دعوى فصل وفقا للقانون، أو أن يُحيل الأمر إلى السلطة التي يخضع لها دير المتوحّدين. الراهب المطرود من دير المتوحّدين والمُقام في درجة مقدّسـة، تُـحظر عليه ممارسة الدرجة المقدّسة، ما لم تُقرّر غير ذلك السلطة التي يخضع لها دير المتوحّدين.
الجريدة الرسمية