رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا لو تركوا المنصب وهم في قمة النجاح؟!


دستورنا أعاد تصويب المسار في مسألة تداول المناصب والمراكز القيادية، حيث جعل مدة منصب الرئيس أربع سنوات تجدد لمرة واحدة أي 8 سنوات بحد أقصى.. وينطبق ذلك على سائر المناصب الأخرى، وبقي أن تتغير ثقافتنا إلى القناعة والإيمان بهذا المبدأ المهم حتى نوقف نزيف الكوادر التي جرى تجريفها وإجبارها على الهروب من مصر، رغم ما أنفقته عليهم من أموال طائلة لم تستفد منها شيئًا وربما ذهبت فائدتها إلى خصومها.


والسؤال المهم هنا.. ألم يكن من الأفضل للرئيس الأسبق حسني مبارك أن يتخلى عن موقعه بعد مدتين أو ثلاث في الحكم وهو في قمة عطائه ونجاحه.. والسؤال بصيغة أخرى: ماذا لو لم يستسلم مبارك –كغيره- لغواية التأبيد في المنصب إيثارا للأضواء والجاه والشهرة.. وترك السلطة قبل أن يدركه التكلس السياسي وشيخوخة الأداء..

الأمر ذاته ينطبق على الرئيس السادات بطل الحرب والسلام.. ماذا لو ترك رئاسة مصر بعد أن أحرز ومن معه نصر أكتوبر العظيم وأتبعه بمفاوضات عادت بموجبها ما بقي من أراض احتلتها إسرائيل بعد عدوانها الغاشم في 67.. وماذا لو فعلها عبد الناصر في عز أمجاده وإنجازاته قبل هزيمة يونيو.. ألم يكن أفضل لهم جميعا ترك المنصب وهم في قمة النجاح؟!

ما ينطبق على السياسة التي شهدت مسئولين ووزراء أمضوا أكثر من ربع قرن في أماكنهم يلازمهم الفشل وتُلاحقهم الشائعات والفضائح خلافًا لما بدأوا به حياتهم.. ينطبق أيضًا على كرة القدم.. فلو اعتزل المعلم حسن شحاتة تدريب المنتخب بعد إنجازاته العظيمة وإحرازه ثلاث بطولات أممية أفريقية أعوام 2006، 2008، 2010 قبل أن تلحق به نكسة الخروج المهين لمنتخبنا القومي من التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2012 وكذلك الإخفاق في التأهل لكأس العالم 2014 ذلك الحلم الأثير لدى المصريين..

لو ترك شحاتة موقعه وهو في قمة نجاحاته ألم يكن ذلك أدعى لتَخليده في سجل العظماء.. ورغم ذلك جرى تكريم شحاتة ورفاقه إعلاميا ورسميًا وشعبيًا بصورة غير مسبوقة، كما رجمه بالحجارة والنقد كل من هب ودبّ.. وتلك من عاداتنا المرذولة في مصر؟؟
Advertisements
الجريدة الرسمية