رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اكشفوا عن الكفاءات والموهوبين!


حوار الرئيس مع الشباب في جامعة القاهرة كان جريئًا متدفقًا منعشًا للذاكرة الوطنية، موقظًا للوعي، واضعًا خريطة للمستقبل، باعثًا للتفاؤل والطمأنينة والأمل في المستقبل الذي تهون تحدياته في وجود شباب بكل هذا الوعي والشجاعة والثقافة.


وللأمل جوانب أخرى مبعثها حاكم وحكومة من نوع جديد؛ حاكم جريء لا يخشى في الحق لومة لائم، لا يتجمل ولا يبالغ بل ينطق بالحقيقة دون رتوش.. أما الحكومة ففيها وزراء لا تنقصهم الدراية والخبرة؛ فوزير المالية مثلًا تحدث بالأرقام والمعلومات التفصيلية والتحليلية عن مشروع التأمين الصحي وكأنه وزير صحة، كما تحدثت وزيرة الصحة عن إصلاح المنظومة الصحية الخربة برؤية تنم عن استفادتها من أخطائها وقراراتها المستفزة.. أما وزير التربية والتعليم فقد قدم رؤية علمية عميقة لكيفية إصلاح التعليم في مصر مع بدء العام الدراسي بدءًا من سن الحضانة وصولا لأعلى مراتب التعليم والبحث العلمي.

رئيس هيئة الرقابة الإدارية شرح باقتدار ملامح مشروع البنية المعلوماتية الذي يمكنه لو اكتمل في غضون 4 سنوات، كما طالب الرئيس السيسي إحداث نقلة نوعية مهمة في الإصلاح الإداري ومواجهة الفساد، والقضاء على البيروقراطية وإنهاء معاناة المواطنين مع الخدمات الحكومية، وتحقيق العدالة التي كثيرًا ما نادينا بتحقيقها.

ولِمَ لا ومعنا رئيس لا تعرف البيروقراطية ولا التعقيد والروتين سبيلا إلى عقله وفكره.. رئيس لا ينكر ما تعانيه مؤسسات الدولة وأجهزتها من سلبيات وقصور في الأداء بل يسعى ما وسعه الجهد لإصلاحها ودفعها على الطريق الصحيح.. وأظن أن توجيهات الرئيس للحكومة كاشفة عما يدور بخاطره حين خاطبها قائلًا: "اكشفوا عن الكفاءات والموهوبين.. وضرب لذلك مثلًا أنه سأل وزير الشباب: كيف لا تنجحون في انتقاء 100 لاعب كفء وماهر لتمثيل مصر في البطولات العالمية لكرة القدم، ليكون عندنا أكثر من فريق.. وهكذا في كل المجالات.

ما قاله الرئيس يدفع إلى الذهن أسئلة عديدة: كيف يجري اختيار المسئولين عندنا.. ووفق أي معايير يجري اصطفاؤهم.. أهي الكفاءة والقدرة والحس السياسي وإدراك حدود المسئولية السياسية ومقتضياتها أم هي الآفة القديمة بتغليب أهل الثقة والولاء على ما سواهم.

ما نرجوه أن تكون رسائل الرئيس قد وجدت طريقها إلى من يعنيهم الأمر ومن بيده القرار والاختيار؛ فتكرار مثل هذه الملتقيات مهم؛ ليس فقط لتحقيق التواصل الفعال مع الشارع وفي القلب منه شبابنا الرائع بل لقطع الطريق على آلة التشويه والتشويش الإعلامية الإخوانية التي تتصيد كل صغيرة وكبيرة بهدف الإثارة والتحريض وطمس الحقائق والإنجازات.

بقي أن نصبر مع الرئيس الذي يعلم بمعاناة الشعب وطموحاته وتشوقه لجني ثمار العناء والتعب والتي لا تأتي بين ليلة وضحاها بل تحتاج للصبر والتحمل.. فمن يزرع شجرة يجني ثمارها بعد سنوات.. فما بالنا بمن يبني بلدًا خربه الإهمال والفساد والإرهاب والكسل وتكالبت عليه المؤامرات.. نحتاج لمضاعفة الإنتاج وفق رؤية اقتصادية سليمة لاحت بشائرها وعلينا ألا نفرط في الأمل الذي بات حصاده قريبًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية