رئيس التحرير
عصام كامل

الربع «المفقود» من بناء الإنسان


المؤتمر السادس للشباب ناقش قضية في منتهى الأهمية ألا وهى "بناء الإنسان"، تحدث المشاركون وأعضاء الحكومة عن خطط وإستراتيجيات لبناء الإنسان، وهذا بالفعل نقطة البداية الحقيقية لأى تطوير، خاصة إن كانت القضية مدعومة بإرادة سياسية.


ولكن لو اعتبرنا أن بناء الإنسان يعنى بناء أكثر من 100 مليون مواطن بالطريقة والكيفية التي أعلنها الوزراء في المؤتمر الأخير للشباب، والتي ارتكزت جميعها على التكنولوجيا الحديثة، وإستراتيجيات رقمية ومواكبة العصر التكنولوجى، فهنا نقف عند نقطة "محو الأمية"، حيث أشارَتِ المنظمةُ العربية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" إلى وصولِ عدد الأُميِّين في العالَم العربي إلى سبعين مليونَ شخصٍ، مُحذِّرة مِن أن هذه النسبة تقارب ضعفَ المتوسط العالَمي، كما أعلن جهاز التعبئة والإحصاء أن نسبة الأمية تتعدى 25% من سكان مصر العام الماضى، أي ما يعادل 25 مليون مصرى لا يجيدون القراءة والكتابة، وبالتالى لا يجيدون استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة، لذا فكل رسائل الوزراء وخطط الحكومة لن تصل إليهم.

هؤلاء فئة لا يستطيعون أن يصلوا إلى ما وصل إليه باقى المجتمع المتعلم، ولا يستطيعون استيعاب ما يعلن من برامج وتوعية في الإعلام لبناء الشخصية، لأنهم وبكل بساطة لا يجيدون القراءة والكتابة.

فالبداية هنا لبناء الإنسان تكون بمحو الأمية أولا، والتأكد من وصول رسالة بناء الإنسان لكل مصرى، فعلى السادة الوزراء وضع برامج عاجلة لتلك المشكلة، مثل وضع عقوبة رادعة للتسرب الدراسى، وتفعيل قرار محو أمية 10 أميين من شباب الجامعات، وغيرها من الحلول التي تخفض نسبة الأمية في مصر إلى النسبة الصفرية، ووقتها نستطيع أن نبدأ في "بناء الإنسان المصرى".

Tarek_yas64@yahoo.com
الجريدة الرسمية