رئيس التحرير
عصام كامل

سلطة الدولة الغائبة في مدينة 6 أكتوبر


مدينة 6 أكتوبر لم تعد تلك المدينة النظيفة الهادئة،  التي كانت نموذجا للمدن الجديدة، ميدان الحصري تم الاستغناء عنه بسبب عدم احترام المرور، حيث قررت إدارة المرور إلغاء الميدان لحل مشكلة الازدحام بالميدان، نتيجة للتسابق على المرور.

 إلغاء الميدان حل مشكلة التكدس، وحسنا فعلت إدارة المرور، رغم أن الدراسات عن الميادين تقول إن الميادين تقلل نسبة الوقود المستهلك، وتقلل نسبة الحوادث.

وعلى عكس الدراسات الخاصة بالعمران، والتي تقول إن الميادين تساهم في تحقيق السيولة المرورية، فإن كل ميدان بمدينة 6 أكتوبر به 3 إشارات مرور، ومع ذلك تجد سائقي التكاتك والعديد من قائدي السيارات يخالفون إشارات المرور غير عابئين بالقوانين التي تجبر سائقي التكاتك وبعض قائدي سيارات النقل الخفيف والملاكي على احترام إشارات المرور.

سائقو الميكروباص يشاركون أيضا في الفوضى لكن بدرجة أقل، فهناك مكان مخصص للميكروباصات بالقرب من ميدان الحصرى، لكن ما أن تحل الساعة الحادية عشرة مساء حتى تزحف الميكروباصات، حتى إنها تقوم بغلق جزء من الميدان.

مشهد التكاتك وهي تخالف إشارات المرور ليس هو المنظر الأسوأ في مدينة 6 أكتوبر.

ما يبعث على الاشمئزاز هو تلك البؤرة الفوضوية الموجودة خلف جامعة 6 أكتوبر، حيث يوجد شارع استولى أصحاب المقاهي والباعة الجائلين عليه، فتسير وسط رائحة القمامة والطعام معا.. الشارع تقريبا مغلق، وإن كانت الدولة لم تقرر غلقه، بل أغلقه- على مايبدو- أصحاب المطاعم والمحال عنوة، ولا أعرف أين إدارة حماية المستهلك من التلوث الموجود نتيجة لعرض الطعام في الشارع؟! وأين دور جهاز الحي ووزارتي الصحة والبيئة في محاربة هذه البؤرة التي تمددت ومازالت تتمدد؟!

التسول الخفي هو أيضا من بين مظاهر غياب سلطة الدولة في مدينة 6 أكتوبر، فجميع المناطق المهمة بالمحور المركزي للمدينة تم تقسيمها بين مجموعة من الأشخاص، فما أن تركن سيارتك حتى يظهروا أمامك ومن خلفك ليطالبوك بدفع رسوم ركن سيارتك، رغم أن الدولة لم تؤجر الشارع لهم، وعليك أن تحمل من الفكة ما يكفي، حتى تتجنب نظرات الغضب التي تشع من أعين ممارسي هذا النوع من التسول.

مظاهر الفوضى في مدينة 6 أكتوبر يجب أن تنتهي، وعلى الدولة أن تمارس سلطتها في المحافظة على البيئة، وعلى حق المواطن في أن يعيش في مدينة منظمة خالية من كل مظاهر الفوضى.
الجريدة الرسمية