رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى 66 لإلغاء «الباشا».. فنانون كافأهم «القصر» بألقاب ملكية.. سليمان نجيب أول ممثل يحصل على «البكوية»..غرام وانتقام محطة الصلح بين فاروق ويوسف وهبي.. ليلة العيد منح

جمال عبد الناصر وسليمان
جمال عبد الناصر وسليمان نجيب

في مساء 29 يوليو 1952م، اجتمع جمال عبد الناصر ورفاقه من مجلس قيادة الثورة، واستقروا على ضرورة إلغاء الألقاب الملكية المدنية بشكل مبدئي من "باشا، وبك، وأفندي"، كإجراء عاجل لتطهير ما خلفته الأسرة العلوية من تمييز وطبقية كانت الثورة أحد أسبابها.


وإعمالا بمبدأ أن الجميع سواء أمام القانون، لا فرق بين مواطن أو آخر، مهما كانت الطبقة الاجتماعية التي يتنمي إليها، تم الاكتفاء بلقب واحد في كافة المكاتبات الرسمية هو لقب "حضرة المحترم".

الألقاب المدنية

"أفندي"، ضمن الألقاب التي منعت بقرار مجلس الثورة، وكان يحصل عليه من يصل في التعليم إلى الشهادة الثانوية أو يكمل تعليمه الجامعي، أما "بك" ويحصل عليه كبار أفراد الطبقة الوسطى من كبار الموظفين في الدولة، فيما احتكر أفراد النخبة الاجتماعية والسياسية لقب " باشا".

رشوة الملك وشراء الألقاب

شراء الألقاب، كانت ظاهرة منتشرة نهاية العهد الملكي، وتحديدًا في عهد الملك فاروق، وذلك من خلال الرشاوى التي يقدمها الأثرياء الجدد إلى الملك مقابل الإنعام عليه بهذا اللقب أو ذاك، إلا أنه بالرغم من ذلك منح فاروق عددا من الفنانين أبناء العائلات العريقة ألقابًا ملكية إبهارًا وتقديرًا لموهبتهم.

بكوية سليمان نجيب

سليمان نجيب، كان أول فنان مصري يمنحه الملك فاروق لقب البكوية، ليصبح اسمه حتى على الشاشة سليمان بك نجيب؛ فهو في الأساس ينحدر من أسرة عريقة، والده الأديب الكبير مصطفى نجيب، وخاله أحمد زيور باشا من رؤساء وزراء مصر قبل الثورة.

كان سليمان جريئا، وفيًا، وأديبا فصيح اللسان، وكان صديقا للزعيم مصطفى كامل، من أشهر أدواره كان في فيلم غزل البنات عام 1949م وكان دوره سعادة الباشا مراد وقد أدى هذه الشخصية بكل أرستقراطيتها مع خليط من طيبة القلب وخفة الدم.

تحريم تجسيد الصحابة
لا يعرف الكثيرون أن تحريم تجسيد الصحابة، جاء بسبب الفنان الراحل يوسف وهبي، وبدأ الأمر كمحاولة من «وهبي» عندما أراد تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام في السينما بالتعاون مع المخرج وداد عرفي عام 1926، وواجهته انتقادات شديدة من قبل علماء الأزهر الذين رفضوا ظهور الشخصيات المقدسة.

سحب الجنسية من وهبي
لم يجد «وهبي» بدًا وقتها من الظهور والرد، وأكد أن الأمر لم يتم تنفيذه حتى يتم انتقاده هكذا، وحاول إقناع العلماء أنه كان يريد تجسيد النبي ليظهر الإسلام في صورته الصحيحة للغرب، وأنه إن لم يقم بذلك سيقوم ممثل أجنبي به.

الملك فاروق تدخل في الأمر وهدد «وهبي» بسحب الجنسية المصرية منه، وكان ذلك الدافع الرئيسي لجعله يتخلى عن تلك الفكرة، ويعتذر عنها، ومن وقتها أصدر الأزهر قرارا بتحريم تجسيد الصحابة والأنبياء.

غرام وانتقام
حاول «وهبي» إصلاح العلاقة بينه وبين فاروق، فوافق على تقديم أغنية في فيلم «غرام وانتقام» تمجد العائلة المالكة، وبعدها منحه الملك فاروق لقب «بك» من الدرجة الثانية، وأرسل له رسالة قال فيها: «من فاروق ملك مصر بعناية الله تعالى، إلى صاحب العزة يوسف بك وهبي، تكريمًا منا للفن الجميل وتقديرًا لما أديتم من خدمات للتمثيل، قد منحناكم رتبة البكوية من الدرجة الثانية، وأمرنا بإصدار براءتنا هذه من ديواننا إيذانًا بها، تحريرًا بقصر عابدين الملكي بالقاهرة في اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة لسنة ألف وثلاثمائة وثلاث وستين من هجرة خاتم المرسلين، صدر بأمر مولاي الملك المعظم، رئيس ديوان جلالة الملك».

وحضر الملك فاروق العرض الخاص لفيلم «غرام وانتقام»، عام 1944، بـسينما «ريفولي»، ووقتها ذهب إليه «وهبي» ليصافحه منحنيا ليقبل يده.

زكي رستم ابن الحسب
زكي رستم، كان من ضمن الفنانين الذين منحهم البكوية، وهو الذي نشأ في قصر يمتلكه جده اللواء محمود باشا رستم في منطقة الحلمية، وكان جده من كبار ضباط الجيش، أما والده محمود بك رستم، فكان من كبار ملاك الأراضي الزراعية.

معركة الأهل
بعد حصول رستم على البكالوريا، كان من المفترض أن يستكمل دراسته لكلية الحقوق، طبقا للتقليد السائد في العائلات الأرستقراطية الذي يلزم أبناءها باستكمال دراستهم الجامعية، ولكن المفاجأة أنه رفض دراسة الحقوق، وأخبر والدته برغبته في أن يكون ممثلا، هنا ثارت الأم بشدة، وخيرته بين الفن والعيش معها، فاختار الفن وترك المنزل، فأصيبت الأم بالشلل حزنا على عمل ابنها بالتمثيل.

صاحبة العصمة
"ليلة العيد" كانت تميمة حظ السيدة أم كلثوم، فكانت أول فنانة تحصل على وسام ملكي "نيشان الكمال من الدرجة الثالثة"، وتلقب بـ"صاحبة العصمة"، وهو وسام رفيع تأخذه الأميرات فقط. ولهذا الوسام قصة طريفة، فأثناء إحياء أم كلثوم لحفل بإستاد "مختار التتش" بالنادي الأهلي عام 1944، في يوم ليلة العيد وبالطبع كانت تشدو أغنيتها الشهيرة " ياليلة العيد" دخل الملك فاروق دون أن يدري أحد بزيارته.

كوبليه يا ليلة العيد
توقفت أم كلثوم حينها عن الغناء، لحين أن تنتهي الجماهير من تحية الملك، وبذكائها المعهود عادت للغناء، بتغيير كوبليه من الأغنية وأدخلت اسم الملك فاروق ترحيبا بقدومه" فغنتها "يا نيلنا ميتك سكر، وزرعك في الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى، ونحيى له ليالي العيد" بدلا من "يا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور تعيش يا نيل وتتهنى ونحيي لك ليالي العيد ".

وبعد الحفل استدعاها المك فاروق وصافحها وأعلن منحها الوسام، وقال مذيع الحفل إن الملك فاروق أنعم على الآنسة أم كلثوم بنيشان الكمال، وجاءت أم كلثوم ووجهت كلمة شكر للملك فاروق.
الجريدة الرسمية