رئيس التحرير
عصام كامل

تكريم اسم يوسف صديق.. لماذا؟


منح اسم العقيد أركان حرب يوسف صديق عضو مجلس قيادة ثورة يوليو قلادة النيل، ليس مجرد تكريم لبطل شجاع تأخر نحو ٦٦ عاما، وذلك بعد محاولة لإنكار دوره في إنقاذ حركة الضباط الأحرار من الإخفاق، عندما اقتحم بمجموعة صغيرة من قواته مبنى قيادة الجيش واستولى عليه واعتقل قادة الجيش الذين اجتمعوا لإجهاض الحركة وتصفية تنظيم الضباط الأحرار وإلقاء القبض على قياداته وأعضائه.


إنما منح اسم يوسف صديق قلادة النيل هو أكبر بكثير من مجرد تكريم تأخر له، بل هو قبل وبعد ذلك تصحيح ضروري لتاريخ ثورة يوليو.. فالرجل لم يعترف بدوره في اقتحام مبنى قيادة الجيش ليلة ٢٣ يوليو إلا بعد مرور عشر سنوات كاملة نسب خلالها هذا الدور لآخرين من زملائه..

حتى بعد أن تم الاعتراف بدور يوسف صديق في إنقاذ الثورة حاولوا تسوية هذا الدور تارة بادعاء أنه تحرك مبكرا ساعة كاملة عن ساعة الصفر المحددة، رغم أنه تحرك في الموعد الذي أبلغ به وبرفقته الضابط زغلول عبد الرحمن الذي كلّف بإبلاغه بساعة الصفر.. وتارة أخرى بالادعاء أن آخرين من زملائه شاركوه عملية الاقتحام، رغم أن جمال عبد الناصر ومعه عبد الحكيم عامر لم يحضرا إلى مبنى القيادة إلا بعد أن أتم يوسف عملية السيطرة الكاملة عليه وإلقاء القبض على رئيس الأركان وكل القادة المجتمعين معه.. وكل ذلك حدث وهو يعاني آلام نزيف في الصدر.

بل إن الأمر لم يقتصر فقط على إنكار دور يوسف صديق، إنما امتد إلى نفيه للخارج ثم تحديد إقامته، ثم اعتقاله هو وزوجته السيدة علية توفيق لنحو العام، ليستكمل بعدها تحديد إقامته حتى كسر هو شخصيا تحديد الإقامة عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر في عام ٥٦، وذلك لكي يدرب شباب منطقته على استخدام السلاح، وتشكيل كتائب مقاومة شعبية..

وكل ذلك تعرض له يوسف صديق رغم أنه بادر بتقديم استقالته مبكرا من مجلس قيادة الثورة عام ٥٣ على إثر إلقاء القبض على عدد من الضباط الأحرار في سلاح المدفعية اتهموا بتنظيم تمرد.

لذلك عندما يمنح ايم يوسف صديق قلادة النيل فهذا يسهم في تصحيح تاريخ الثورة بعد أن تعرض هذا التاريخ لتشويه ممنهج، خاصة أنه سبق ذلك تكريم اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر، ومن قبله تكريم خالد محيي الدين في عهد الرئيس عدلى منصور.
شكرًا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي..
الجريدة الرسمية