رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح جاهين يكتب: شوية بكاء على الماضي

صلاح جاهين
صلاح جاهين
18 حجم الخط

في مجلة صباح الخير عام 1967 كتب صلاح جاهين مقالا قال فيه: "ذات يوم اجتاح مكتبي عاصفة من الشعور المنكوشة والعيون اللامعة المحدقة في الأضواء.. فنانون تشكيليون".


لكن كلا منهم يعمل في حقل بعيد عن الفن التشكيلي يعمل طول النهار وعند المساء ينفض يده من حياته اليومية ويتجه إلى الفن.. يذهب إلى المرسم الحر بكلية الفنون الجميلة بالزمالك ويدخل المحراب.

جاءوا إلى مكتبي وجلسوا من حولي المهندس والخبير وسيدة المنزل وقالوا لي هناك غيرهم كثيرون رجال قانون وأطباء وأجانب وكلهم يشكون من هذا المرسم الحر الذي كان المتنفس الوحيد لمواهبه الفنية.

كانت الدراسة ستة أيام أسبوعيا انقصها العميد أحمد الحسيني إلى ثلاثة أيام فقط كانوا ينقلون محاضرات في تاريخ الفن والتشريح فألغاها العميد.

كانوا يعملون وأمامهم موديلات بشرية فمنع العميد الاستعانة بالموديلات وقال تقدروا تنقلوا من كارت بوستال، وسيطر على العاملين بالمرسم حالة من الفزع وشعور أن العميد يقوم بعملية تطفيش مدروسة ومنظمة حتى لا يزاحم دارسوها طلبة الكلية المنتظمين.. فقامت المظاهرات.

والعبد الفقير كاتب هذه السطور لا ينسى حب كلية الفنون الجميلة وقسمها الحر الذي كان له أكبر الفضل في تدريبه وتكوينه لرسام إلى جانب الكثيرين ممن لمع نجمهم في الحياة الفنية وأقربهم صلاح الليثي رسام الكاريكاتير.

استطعت أن أفهم أن ما حدث من العميد كان بسبب ضغط المصروفات وأتساءل هل بعد أن انتصف العام يرغب العميد في إلغاء المرسم الحر.

أنا غير متفائل لأن الكلية أصبحت أشبه بالمدرسة الثانوية بعد أن أتى إليها الطلبة المنتظمون عن طريق مكتب التنسيق، والله العظيم يا ناس أنا كنت طالب في الأرياف وكنت أحضر مع أسرتي لزيارة أقاربنا في شبرا فأرقع المشوار سيرا على قدمي حتى الزمالك وأمام باب مدرسة الفنون الجميلة كنت أجلس على الرصيف متعبدا في جمالها.

عموما أعتقد أن حل هذه المشكلة في يد وزارة الثقافة أن تفتح مراسم لهؤلاء في طول البلاد وعرضها ولا الحوجة ومذلة الاستجداء.
الجريدة الرسمية