رئيس التحرير
عصام كامل

اجتماع أزمة بين ميركل وزيهوفر في مكتب المستشارية

فيتو

عقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اجتماعا مع وزير داخليتها وحليفها في الحكومة هورست زيهوفر بغية إيجاد حلول للخلاف بين الطرفين بشأن سياسة اللجوء، وقدمت ميركل بهذا الصدد اقتراحات جديدة للتشدد في مواجهة تدفق المهاجرين.

اجتمعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير داخليتها هورست زيهوفر مساء أمس السبت بمكتب المستشارية ببرلين في لقاء تشاوري لإيجاد حل للأزمة الحكومية الحالية بسبب سياسة اللجوء.

وتعتزم الهيئات القيادية لكل من حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" برئاسة المستشارة ميركل وحزب "الاتحاد المسيحي الاجتماعي" البافاري الذي ينتمي له زيهوفر عقد لقاءات تشاورية منفصلة في كل من برلين وميونخ اليوم الأحد لبحث الوضع الراهن.

وظهر كل من ميركل وزيهوفر لحظات قصيرة في شرفة المستشارية، حيث بدا زيهوفر مرتديا بذلة من دون رباط عنق، وظهرت ميركل مرتدية سترة زرقاء، وكان كل منهما يحمل كأسا في يده، ويرجح أن ميركل كانت تشرب نبيذا أبيض إلا أن ملامحها كانت متوترة.

وسارت ميركل وزيهوفر إلى صالة المستشارية التي عادا فيها إلى المباحثات ثانية، حيث سرعان ما أسدلت ستائر الشرفة التي تحمي من رؤية ما بداخل المبنى.

ولا يزال من غير المستبعد انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا الذي يجمع المسيحيين الديمقراطيين والاشتراكيين بعد ما يناهز مائة يوم على تشكيله، وذلك بعد اندلاع نزاع داخلي حول سياسة الهجرة. ومن الممكن أيضا أن ينهار التكتل التقليدي بين الحزبين المسيحيين بعد سبعين عاما من التآخي بينهما.

يذكر أن ميركل أعلنت أنها أبرمت اتفاقات مع 14 دولة جديدة لإبعاد المهاجرين إليها، بينها تشيكيا والمجر اللتان نفتا الأمر، وعرضت ميركل على شريكيها في الحكم سلسلة من الاجراءات لتعزيز مراقبة تدفق المهاجرين، بحسب وثيقة وجهتها اليهما عشية اجتماعات مهمة جدا لجهة استمرار الحكومة.

وأكدت ميركل بالمناسبة أنها حصلت على موافقة 14 دولة من دول الاتحاد الأوروبي لاعادة مهاجرين مسجلين في تلك الدول، إضافة إلى اتفاقيتين كان تم التوصل إليهما مع اليونان وإسبانيا.

لكن براغ وبودابست المعارضتين بشدة لاستقبال مهاجرين، نفتا أن تكونا توصلتا إلى اتفاق مع برلين.

وجاء في بيان لرئيس الوزراء التشيكي اندري بابيس "كما سبق أن أشرت الخميس أمام المجلس الأوروبي، ألمانيا لم تتوجه إلينا ولن أوقع هذا الاتفاق" مضيفا "لم يحصل أي تفاوض بين تشيكيا وألمانيا بشأن هذا الموضوع".

من جهتها أكدت بيرتالان هافاسي المتحدثة باسم رئيس الوزراء المجري، أن موقف بلادها يبقى "دون تغيير منذ 2015"، مضيفة "لا يمكن لأي طالب لجوء دخول أراضي المجر، إذا كان سبق ودخل اليونان أو أي دولة عضو أخرى".

وأكد متحدث باسم الحكومة الألمانية أن تشيكيا "عبرت عن استعدادها للتفاوض على اتفاق" لتحسين التعاون في طرد المهاجرين المسجلين لديها، وقال إنه "يأسف لتصريحات" براغ.

وترغب ميركل أن يتم وضع المهاجرين الواصلين إلى ألمانيا وسبق لهم أن تسجلوا في بلد آخر في الاتحاد الأوروبي، في مراكز استقبال خاصة وفي ظروف مشددة، بحسب وثيقة من ثماني صفحات عرضتها على حلفائها في الحكومة. وجاء في الوثيقة أنه "في مراكز الاستقبال الخاصة، ستفرض الإقامة الجبرية (..) مع عقوبات عند الضرورة".



وشددت ميركل في الوثيقة على "أننا نريد مواصلة تقليص عدد المهاجرين الواصلين إلى ألمانيا" رغم أن "عددهم تراجع بـ 20 بالمائة في الأشهر الخمسة الأولى من 2018 مقارنة بالفترة ذاتها من 2017".

ويعتبر هذا الاقتراح بإقامة مراكز استقبال خاصة، بمثابة يد ممدودة للمحافظين في حزب وزير الداخلية هورست سيهوفر الذي كان وجه انذارا إلى ميركل بضرورة التوصل إلى حل أوروبي لتدفق المهاجرين، والا فإنها سيأمر بطرد المهاجرين الذين يصلون إلى الحدود الألمانية وسبق أن تسجلوا في بلد أوروبي آخر.



ح.ز/ م.س (د.ب.أ، أ.ف.ب)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية